سوريا أرضاً وشعباً، تعرضا لأبشع خديعةً ومكر.. ٧٠٠ ألف قتيل وخمسة ملايين مشرد ولاجئ، ساهم الشقيق والصديق في قتلهم بالخديعة، ليستمر الظالم والقاتل في إبادته لهذا الشعب الذي كل جريرته أنه طالب بحريته. حدث إعادة فتح السفارات والعلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد، أشد إيلاماً على الشعب السوري الحر من كل محطات أوجاعه وسفك دماء أبنائه. هذا الحدث يجب ألاّ يمر عليه اليمانيون مرور الكرام وخاصةً القيادة السياسية للشرعية، وقيادات الأحزاب، وقادة الجيش والمقاومة. هذا الحدث يجب أن يستدعي الشرعية قيادةً سياسية وجيش ومقاومة، لمراجعة كل الأحداث التي أعاقت سيطرتها على جميع المحافظات المحررة.. الأمر ليس بالسهل تجاهله، فالأوجاع كبيرة، جراء إعاقة الشرعية من إدارة المحافظات المحررة، وإدارة الموانئ ومنعها من تصدير النفط، لتبقى الشرعية أسيرة العطايا والمكارم، وتبقى شرعية خارج أراضيها المحررة، أحداث اليوم يجب التوقف عندها بمسئولية كاملة. اليمن اليوم في مرحلة أكثر خطورة، والمشروع الإيراني تظهر قرونه من جديد، بتفاهمات لا علاقة لليمن بها ولَم تكن الشرعية طرفاً فيها. وحتى لا نكون سوريا أخرى، يجب علينا جميعاً، التمسك بخيار تحرير اليمن وتلاشي المشروع الإيراني سلماً أو حرباً، وفق تفاهمات وحوارات واضحة وصريحة تحقق الهدف الذي ضحى من أجله اليمانيون بكل ما يمتلكوه. دون ذلك هي النكسة الأشد ألماً من الهزيمة في ساحة القتال والحرب. صعب أن نتخيل بعد وصول جيشنا الوطني والمقاومة الباسلة إلى عمق مدينة الحديدة، وإلى تخوم العاصمة صنعاء، ومشارف تحرير البيضاء، وصعدة وحجة..ومن ثم تأتي تفاهمات الخديعة، لتفرض علينا تجرع الهزيمة بعد أن كنّا على مشارف انتصارات ناجزة، لم يعقها سوى حسابات الحليف الذي مازلنا نراهن على إدراكه العميق.. ماذا تعني أن تكون اليمن تحت الهيمنة الإيرانية.. الشعب السوري تعرض لخديعة صعب أن يغفرها التاريخ لمن كانوا أطرافها، لم يعد هناك أخلاق وقيم وإنسانية لدى المجتمع الدولي، مهما علت أصواتهم بحمايتها.
سيف محمد الحاضري
بعد خديعة سوريا.. اليمن إلى أين؟؟ 1366