رشحت الأمم المتحدة الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، ليرأس فريقاً أممياً مهمته الإشراف على تنفيذ ما تم التشاور عليه بشأن ملف الحديدة، في استكهولم، ومنذ مجيء باكريت إلى الحديدة فهو يجري مع الحوثيين عملية تفاوضية وليس تنفيذ بنود ما تم التشاور بشأنه حول الحديدة، إذ تمضي المليشيات في مسارها التصعيدي القتالي رامية باتفاق استكهولم وبالمبعوث الأممي ومبعوثه كذلك عرض البحر.. خلاصة ما نشرناه- خلال اليومين الماضيين من أروقة وكواليس الاجتماعات التي عقدها باكريت مع اللجنة المشتركة- هو تسليم اللجنة آلية عمل لتنفيذ ما اتفق عليه في استكهولم بشأن ملف الحديدة، آليات صيغت بطريقة تفاوضية ولا توجد بها صيغة تنفيذية كما وردني، جميع بنود تلك الآليات بحاجة إلى تفسير ومشاورات وتفاوض، بالأمس نشرت مضمون اجتماعات اليوم الثاني، والذي تركز على فتح ممرات آمنة لمرور الإغاثة من وإلى الحديدة، وافق ممثلو الحكومة وتلكأت المليشيات بعد ذلك عندما بدأ الحديث عن نزع حقول الألغام من هذه الممرات. ولأنه لا يوجد رادع لأي طرف يتنصل عن الاتفاق، أدرك الجميع- ومنذ تلك اللحظة- عدم جدية الأمم المتحدة لإنجاز ملف الحديدة كمقدمة لحسن نوايا التقدم في بقية الملفات، لتحقيق السلام الشامل في اليمن، وما حدث ويحدث يرتقى إلى حد، التواطؤ مع هذه المليشيات ومنحها مزيداً من الوقت للصمود أكثر في الحديدة، لهذا ماذا تفسرون رفض أمين عام الأمم المتحدة مقترح وفد حكومة الشرعية بإضافة بند عقوبات لمن سيعرقل تنفيذ ماحواه ملف الحديدة..؟ ولتدليل على انحراف مهمة باتريك، دعونا وبشكل سريع نرصد لكم هذه المفارقات الصادمة لما يحدث في الحديدة تحت مسمع ومرأى با كريت وفريقه الأممي RCC. سأبتعد عن لغة الأرقام التي وردت في التقارير التي رصدت خروقات المليشيات منذ بدء سريان الهدنة، ووصول باتريك للحديدة والتي تجاوزت 350 اختراقا.. 1 / في اليوم الأول التقى باتريك إدارة ميناء الحديدة، بينما نقل الحوثيون في ذات التوقيت 3 جرافات من داخل الميناء لاستخدامها لمزيد من حفر الخنادق والأنفاق، بعد أن كانت مقاتلات التحالف دمّرت معظم أدوات الحفر تلك. 2 / حركت المليشيات السلاح الثقيل داخل أحياء مدينة الحديدة بعد أن كانت مرصودة من مقاتلات التحالف. 3 / استقدم الحوثيون المزيد من الأسلحة من مخازنهم شمال الحديدة ومنها مدرعات ودبابات ومدافع الهاوزر. 4 / تمكنت المليشيات من نقل عربات صواريخ باليستية من داخل مدينة الحديدة إلى مناطق خط الحديدة حرض باتجاه المناطق المتاخمة للحدود السعودية في مناطق مزارع وادي مور مستغلة توقف تحليق الطيران. 5 / قتلت المليشيات بقذائف الهاون والالغام في مديريات حيس والتحيتا والفازة والجاح والجبلية والدريهمي وقرى ك16 قرابة 8 مدنيين واصابت 22 آخرين معظمهم أطفال ونساء. 6 / نفذت المليشيات هجمات متعددة في مناطق الجبلية والفازة والجاح وشرق وشمال مدينة الحديدة. 7 / أطلق الحوثيون حتى وقت متأخر من ليلة أمس، عشرات القذائف المدفعية الثقيلة من داخل مدينة الحديدة باتجاه مواقع الجيش والمناطق المحررة، فيما يقف الجيش ومقاتلات التحالف بعدم الرد احتراماً للهدنة. "باتريك" ترسم له المليشيات طرقاً ضيقة في مدينة الحديدة لتفادي رؤيته حجم الدمار، الذي أحدثته المليشيات في هذه المدينة المنكوبة. ما يجب أن يعرفه باتريك بأن مطعم الرومانسية التي يتناول فيه طعامه كانت المليشيات أغلقته ووضعت أمامه حاويات قبل ثلاثة أيام من مجيئه للحديدة لتعاود إزالتها بعد أن دفع صاحب المطعم مليوني ريال مقابل ذلك. 8 / أما الحقيقة الكارثية والصادمة، قيام مليشيات الحوثي- ومنذ اتفاق استكهولم وحتى اليوم- بحشد وتجنيد مالم تقدر عليه خلال الأعوام الماضية، مستخدمة عقال الحارات للتجنيد بدافع أن المجندين ستسند لهم مهمة استلام الميناء وستصرف لهم رواتب بالدولار من الأمم المتحدة مستغلة حاجة الناس للمال، بعد أن استبدت بهم الحاجة والمجاعة، ولا يعرف هؤلاء المغرر بهم، بأنهم وقود لمعركة مؤجلة تخطط لها المليشيات، وبحسب مصادر أمنية، بدأت بتسليم هؤلاء مدينة الحديدة، فيما نقلت العديد من عناصرها التي كانت تقاتل في جبهات الحديدة باتجاه تعز لإشعال حرب هناك، وهو ما يؤكد بأن من شعاره ومشروعه ومنهجه الموت يستحيل أن يجنح للسلام.