هذا العالم يتمتع بحس فكاهي فيما يتعلق بقضية اليمن أو بمعنى آخر بمثالية ورومانسية عاليتين.. يراقبون الوضع من أبراجهم العاجية التي لا يصلها أي صوت من على الأرض. المكالمات الهاتفية والرجال ذوو البدلات السوداء فقط هم من يستطيعون اختراقها بينما الطبقات المسحوقة من عامة اليمنيين لا يستطيعون فعل ذلك.. وإن فعل البعض فعبر منظمات تسبقها مصالحها إلى ما تسمع فتختار وتنتقي الأقرب إلى مزاجها ومزاج ساكني الأبراج العاجية. يدجنوننا بطريقة أو بأخرى.. وفي المشاورات التي تقام في أفخم الفنادق وأجمل الأماكن تصبح العملية أقرب إلى رحلة، واليد التي تطعم يصبح لها الغلبة وتصبح هي اليد الطولى شئنا ذلك أم أبينا.. لا أحد يمتلك قراره وهو يخفض نظره خجلاً وينكس رأسه إلى الأرض. العالم وهيئة الأمم والمنظمات الدولية والحكومات المسيطرة لا يهتمون بكل تلك الجراح المفتوحة في كل جزء من أجزاء الجسد اليمني.. تلتقط لهم الصور وهم يحملون مناديلهم المعطرة ليمسحوا بها الدموع التي تتساقط من عيون النساء والأطفال والمنكوبين في كل مكان لكن أياديهم الناعمة تنكأ كل جرح على حدة وهي لا تسمع من برجها العاجي كل تلك الصرخات القاتلة. كل العالم يراقب مفاوضات السويد.. التقى الفرقاء.. تحدثوا وضحكوا وأكلوا مع بعضهم البعض ثم قاموا بالتقاط الصور كأصدقاء قدامى.. كل ذلك النفاق لا حاجة لنا به إلا لنرضي العيون الطيبة في كل أنحاء العالم والتي تقدم لنا الوهم على أطباقها الذهبية.. تحدثوا وتوصلوا إلى حلول.. أربع سنوات من الحرب واجترار الوهم والعالم يدس أنفه في أمورنا ليبدو طيباً بقدر المستطاع. الصحف تتباكى على حرب اليمن والمنظمات ترصد حرب اليمن والدبلوماسيون يناقشون حرب اليمن ولا أحد يهتم البته باليمن. الجميع يلتف على الحقيقة والحقيقة كلمة مطاطة طالما استطاع أي طرف أن يثبت عكس ذلك.. الحرب في اليمن ستتوقف - فقط - إذا توقفت السعودية عن ضرب اليمن.. والسعودية هي الكلمة السحرية التي تجذب كل أسماك القرش إليها.. الدماء التي تسيل تزيد تلك الأسماك هيجاناً وجنوناً.. ونحن سقطنا في الفخ.. بلد فقير ومضطرب.. ومليشيا قادمة من كهوف وتاريخ مشوه ومتوحش.. كل ذلك لا يعني العالم في شيء. اليمن فقير منذ أمد طويل والمليشيا لها أسماء عديدة ممكن تزيين وجهها بها كلما سنحت الفرص وكلما كانت لها فائدة ما.. أما اليمن فكثيراً ما عاش حالات اضطراب طويلة.. لا يهم العالم كل ذلك.. الذي همه تلك الأموال التي تتدفق من السعودية أو تصفية حسابات ما أو الحصول على مكاسب سياسية.. الجائع في اليمن غير مهم.. ملايين الجوعى في العالم.. من يهتم لهم. أسماك القرش تحمل لنا الإطباق الفضية والأقلام المذهبة لكي نوقع.. المسرحية أمام العالم يجب أن تكتمل.. الحرب مستمرة على الأرض لان ثمة ميزان مختل لا يهم.. الاختطافات والتعذيب مستمر.. لا يهم.. عصابة تستولي على دولة وتختطف شعباً لا يهم.. المهم أن يعبر الطيبون عن رغبتهم في إيجاد حل وإن كان ضد الضحية.. لا يهم. هذا العالم المنافق لا نحتاج لمناديله المعطرة بتاتا.. إنه بعيد عن الكاميرات يدسها في أنوفنا وعيوننا. إننا نحتاج إلى معاملته بندية وفرض الحقيقة التي لا ثاني لها لنحصل على بلد ودولة مستقرتين.. لا تجلسوا إلى طاولة تشعرون أنكم الأدنى فيها.. قولوا للجميع إنهم يبتزوننا وينتهكوننا ويستضعفوننا.. هذه الأمم الجلفة قتلت ملايين البشر ولم تبكِ على احد.. عبروا على جثثهم إلى حضارتهم الكاذبة واليوم يعلموننا كيف نصنع وهم يرتدون قفازاتهم البيضاء خشية أن تصل جراثيمنا إليهم.. أليس هذا العالم فكاهي بما فيه الكفاية لأن نكف عن الاستماع لنكاته الحقيرة.مفاوضات السويد نجلاء العمري هذا العالم يتمتع بحس فكاهي فيما يتعلق بقضية اليمن أو بمعنى آخر بمثالية ورومانسية عاليتين.. يراقبون الوضع من أبراجهم العاجية التي لا يصلها أي صوت من على الأرض. المكالمات الهاتفية والرجال ذوو البدلات السوداء فقط هم من يستطيعون اختراقها بينما الطبقات المسحوقة من عامة اليمنيين لا يستطيعون فعل ذلك.. وإن فعل البعض فعبر منظمات تسبقها مصالحها إلى ما تسمع فتختار وتنتقي الأقرب إلى مزاجها ومزاج ساكني الأبراج العاجية. يدجنوننا بطريقة أو بأخرى.. وفي المشاورات التي تقام في أفخم الفنادق وأجمل الأماكن تصبح العملية أقرب إلى رحلة، واليد التي تطعم يصبح لها الغلبة وتصبح هي اليد الطولى شئنا ذلك أم أبينا.. لا أحد يمتلك قراره وهو يخفض نظره خجلاً وينكس رأسه إلى الأرض. العالم وهيئة الأمم والمنظمات الدولية والحكومات المسيطرة لا يهتمون بكل تلك الجراح المفتوحة في كل جزء من أجزاء الجسد اليمني.. تلتقط لهم الصور وهم يحملون مناديلهم المعطرة ليمسحوا بها الدموع التي تتساقط من عيون النساء والأطفال والمنكوبين في كل مكان لكن أياديهم الناعمة تنكأ كل جرح على حدة وهي لا تسمع من برجها العاجي كل تلك الصرخات القاتلة. كل العالم يراقب مفاوضات السويد.. التقى الفرقاء.. تحدثوا وضحكوا وأكلوا مع بعضهم البعض ثم قاموا بالتقاط الصور كأصدقاء قدامى.. كل ذلك النفاق لا حاجة لنا به إلا لنرضي العيون الطيبة في كل أنحاء العالم والتي تقدم لنا الوهم على أطباقها الذهبية.. تحدثوا وتوصلوا إلى حلول.. أربع سنوات من الحرب واجترار الوهم والعالم يدس أنفه في أمورنا ليبدو طيباً بقدر المستطاع. الصحف تتباكى على حرب اليمن والمنظمات ترصد حرب اليمن والدبلوماسيون يناقشون حرب اليمن ولا أحد يهتم البته باليمن. الجميع يلتف على الحقيقة والحقيقة كلمة مطاطة طالما استطاع أي طرف أن يثبت عكس ذلك.. الحرب في اليمن ستتوقف - فقط - إذا توقفت السعودية عن ضرب اليمن.. والسعودية هي الكلمة السحرية التي تجذب كل أسماك القرش إليها.. الدماء التي تسيل تزيد تلك الأسماك هيجاناً وجنوناً.. ونحن سقطنا في الفخ.. بلد فقير ومضطرب.. ومليشيا قادمة من كهوف وتاريخ مشوه ومتوحش.. كل ذلك لا يعني العالم في شيء. اليمن فقير منذ أمد طويل والمليشيا لها أسماء عديدة ممكن تزيين وجهها بها كلما سنحت الفرص وكلما كانت لها فائدة ما.. أما اليمن فكثيراً ما عاش حالات اضطراب طويلة.. لا يهم العالم كل ذلك.. الذي همه تلك الأموال التي تتدفق من السعودية أو تصفية حسابات ما أو الحصول على مكاسب سياسية.. الجائع في اليمن غير مهم.. ملايين الجوعى في العالم.. من يهتم لهم. أسماك القرش تحمل لنا الإطباق الفضية والأقلام المذهبة لكي نوقع.. المسرحية أمام العالم يجب أن تكتمل.. الحرب مستمرة على الأرض لان ثمة ميزان مختل لا يهم.. الاختطافات والتعذيب مستمر.. لا يهم.. عصابة تستولي على دولة وتختطف شعباً لا يهم.. المهم أن يعبر الطيبون عن رغبتهم في إيجاد حل وإن كان ضد الضحية.. لا يهم. هذا العالم المنافق لا نحتاج لمناديله المعطرة بتاتا.. إنه بعيد عن الكاميرات يدسها في أنوفنا وعيوننا. إننا نحتاج إلى معاملته بندية وفرض الحقيقة التي لا ثاني لها لنحصل على بلد ودولة مستقرتين.. لا تجلسوا إلى طاولة تشعرون أنكم الأدنى فيها.. قولوا للجميع إنهم يبتزوننا وينتهكوننا ويستضعفوننا.. هذه الأمم الجلفة قتلت ملايين البشر ولم تبكِ على احد.. عبروا على جثثهم إلى حضارتهم الكاذبة واليوم يعلموننا كيف نصنع وهم يرتدون قفازاتهم البيضاء خشية أن تصل جراثيمنا إليهم.. أليس هذا العالم فكاهي بما فيه الكفاية لأن نكف عن الاستماع لنكاته الحقيرة.
نجلاء العمري
مفاوضات السويد 733