لا يبقى الحال على ما هو عليه, يوم لك ويوم عليك، بعضهم لا يدرك في اليوم الذي هو فيه يمتلك النفوذ والقوة والسلطة، يمكن أن يأتي يوم يكون في موقع الآخر، حيث لا نفوذ ولا قوة ولا سلطة تحميه غير ما قدمت يداه. عدن مسرح للانتهاكات والجرائم والقهر والظلم والسطو، فمنذ 67 م وحتى اليوم، من امتلك القوة والنفوذ طغى وبغى، وكلما استفحلت الجرائم، كلما أصر الخيرون على كشف أرواقها لتتضح حقائقها، مهما كانت مهارة وحنكة المجرمين في حياكتها. كل يوم يمر على أسر ضحايا الانتهاكات وهم دون إنصاف وعدل، يعصرهم ألم وقهر، ومنها عدن، ولهذا تشكلت رابطة أسر ضحايا تلك الجرائم، لتزيح عنها ذلك الظلم لتبحث عن إنصاف وعدل في قضاياهم، وأعتقد أن لديها ملفات وحقائق ودلائل بعد استقصاء وجمع للمعلومات، مع أن الأمن لديه مجرمون تم القبض عليهم.. وسنوات والناس تطالب بمحاكمات عادلة تنصف الضحايا، نداء لم يجد استجابة ويبدو أن ما وراء أقبية التحقيق شيء خفي لا يراد له أن يكتشف. بدأت هذه الرابطة تحرك القضايا شعبياً، ليصل صوتها للمعنيين، والبعض يشير بالاتهام لأفراد، ونقول المتهم بريء حتى تثبت إدانته، تلك ثقافتنا المدنية في حماية حقوق الناس ومصالحهم، وما دام هناك اتهام، فالحجة على المدعي، والعدل على القضاء، ومن ثقافتنا المدنية ثقافة النظام والقانون ان يسلم المتهم نفسه للقضاء ليقول كلمة الفصل في حقه . هل نرتقي لمستوى أن يمثل كل مشتبه به للقضاء والتحقيق العادل بطوعية، أو نستمر في المناكفة والصراخ للهروب من الحقيقة لترسيخ وهم، بالبحث عن شيطان خفي نحمله كل اوزارنا وفشلنا في كشف الحقائق وإنصاف الناس.. سنوات ونحن نحمل الأخوان كل هذا الفشل، ولا قدمنا أحدا منهم لقضاء عادل، ولا حقيقة واحدة تنصف تلك الدعوات قبل ان تنصف الضحايا، وأتمنى أن يقدموا دليلا وبرهان قاطع يشفي غليلهم ونحن معهم ومع العدل، وهم مسئولون عن كل ما يقولون ومطالبين بتقديم دلائلهم وشهاداتهم فيما يقولون، أو صاروا عرضه للقذف والتشهير والمناكفة والتحريض والتخوين، وكلها جرائم يحاسب عليها القانون . نحن في أمس الحاجة اليوم في عدن للضغط على هؤلاء السياسيين كانوا مجرمين أو فاسدين أو باسطين، من أي حزب ومكون ومنطقة وطائفه، ان يخضعون للقضاء في حالة أي اتهام يوجه اليهم بطوعية، قبل يخضعون بالضغط الشعبي، ونترك للقضاء الحكم العادل دون تدخل، لنرسخ هذه الثقافة وسنكتشف حجم الكارثة، بعضهم اليوم يدافع دون وعي، وأنا على ثقة أن الحقيقة ستصدمه، وسيصحو ضميره ولن يحيد عن الحق، لأن الإنسان يظل إنساناً يرفض الظلم إلا من فقد إنسانيته وهم قلة. المبادرة على دعاة الثورة والاستقلال والحرية، وأصحاب الشعارات الرنانة، ومن يدعي التقوى ويؤم المسلمين في الصلاة ويطلق لحيته كمسلم، والاسلام هو سلوك وعدل وانصاف قبل ان يكون عبادات ومظهر وهكذا هي الثورية . لدينا كم هائل من الشعارات الثورية والانسانية، ولكننا لازلنا غارقين في الظلم والقهر والدماء، غارقين في الجرائم، من الأولين والآخرين، ونحتاج لعدالة انتقالية تحقق عدالة اجتماعية، ولن يقدمها لنا السياسيين دون ان نضغط شعبيا لنفرضها كواقع عليهم، نحن نحتاج اليوم لفرض النظام والقانون ليكون العدل حقيقة، دون تحيز سياسي مناطقي فكري أيدلوجي، هذه قضية إنسانية لا يختلف عليها اثنان مهما كانت توجهاتنا لا يعيها غير متعصب مصلحي أناني قذر، فقد ضميره الإنساني وانحاز للشيطان .