أتساءل إن كان ثمة مكان آخر نستطيع الحياة فيه شريطة أن يكون متصفا باسمهِ الوليدَ -السلام والإنسانية - قبل أن تلوثه أيدي البشر وتلطخه سوء فعالهم، مكان لا دماء فيه تراق، لا كذب ولا نصب ولا احتيال، ولا صراعات ولا انتحالات، لا زور ولا سرقات، مكان خال من الاختطافات والظلم والجور، خال من الاغتيالات، فقط سلامٌ على سلام! في كل خطوةٍ تخطوها فيه، لا تجد غير الأمن والأمان والجميع أحبابٌ كما لو أنهم جسد واحد! لا خوف ولا توجسات لا شيء من كل هذا الذي يحصل الآن في عالمنا الذي تم تحويله إلى غاباتٍ كثيرة، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل وفي داخل كل غابة غابة أخرى وهكذا دواليك حتى جعلوك لا تعرف إلى أين ستهوي بك الأيام، فإن كنت لست معهم فإنك ستختار الوقوف على حافةِ أعلى شجرةٍ ترآها أمامك؛ لتبقي رأسك مقاربًا لسطح السماء آملًا أن تحدثَ معجزة مفاجئة وتمرّ عليك غيمة باسمة وتحملك معها حيث تريد السلّم والهدوء الإنساني، وفي طبيعة الحال لن تأتي هذه الغيمة الخيالية ولكنك تهوى السقوط من أرفعِ نقطةٍ تسلّقت إليها، على أن لا تنضم إلى أي قطيعٍ ينتمي إلى هذهِ الغابات القاتمة تحت حكم وحوشٍ بربريّةٍ بهيئةِ أجسادٍ آدميّه.. ننشد وطنا آمنا مستقرا يتسع لكل أبنائه.
عمار عبيد
هل من مكانٍ آخر؟ 836