لا شيء يخدم الحوثيين كما تخدمهم المفاوضات والحوارات ولجان الوساطات، في الوقت الذي لا تستفيد الشرعية من ذلك شيئاً يذكر، منذ فترة الرئيس السابق "صالح" وحتى اليوم. إنهم ــ ومع كل مفاوضات ومشاورات جديدة ــ يسوّقون لفكرتهم أكثر، ويقدمون أنفسهم إلى العالم جماعة ثورية ريفية، اضطُهدت وقُمعت في السابق، واستُهدفت الآن مما يسمونه: "العدوان"، معززين ذلك ببعض التقارير المغلوطة، وأيضاً بالأخطاء التي ارتكبتها الشرعية أو التحالف بحق مواطنين أبرياء في الضربات الجوية؛ لاسيما ولهم فريق عمل منظماتي نشط يجوب العالم على الدوام، في الوقت الذي تعيش الدبلوماسية الشرعية حالة بيات سياسي طويل. ذاكرتنا ليست مثقوبة.. ولنعد إلى أول جولة مفاوضات في العام 2004م لهم مع النظام السابق، وإلى آخر جولة اليوم في استكهولم بالسويد. هل استفادت الشرعية شيئاً يُذكر؟! بالتأكيد: لا. أما الحوثيون فيتقدمون مع كل جولة مفاوضات. الحوثيون يتمددون بالمفاوضات وينكمشون بالحرب، وفقاً للزميل وليد الأبارة، وبالتالي فكل جولة مفاوضات داخلية أو خارجية، لا تعدو أن تكون استراحة محارب، لا أكثر. لا أعجب من نشاطاتهم وتكتيكاتهم.. أعجب من سذاجتنا وتراخينا في القضايا الوطنية الكبرى. ولله في خلقه شؤون. * تجزئة الحل في القضية اليمنية أمر مرفوض، ولا يخدم الدولة ولا الشرعية، ميناء الحديدة والساحل الغربي جزء من كل، وليس الكل، والقبول بأنصاف الحلول يعني إبقاء نصف المشاكل مرحلة إلى المستقبل، ليتم تخميرها، ثم النفخ فيها من جديد متى ما أراد اللاعبون الكبار ذلك.
ثابت الأحمدي
الحوثيون يتمددون بالمفاوضات وينكمشون بالحرب 761