هل نعي أن الاختلاف سنة الحياة ويثريها بجمال التسامح والتعايش والتوافق, هو تباين في وجهات النظر، يتحول لمشكلة عندما يصل إلى القطيعة والعداء والتهجمات الجارحة بين المختلفين، والقذف بتهم الخيانة. ما مسنا اليوم لهذا الوعي الذي يبث في الروح الإيجابية، ويجنبنا السلبية القاتلة، إيجابية تقبل الآخرين والتعايش معهم، والتسامح والتوافق لما فيه مصلحة الجميع والمدينة والوطن. اليوم نعيش السلبية القاتلة التي تمنعنا في عدن أن نوجد مكونات مدنية، ولقاءات تشاورية، أو حتى نقابات حقوقية، واجتماعات حوارية، لتقريب وجهات النظر، دون أن نقابل بوابل من التهم والقذف، من بعض لم نراهم ولم يفكرون حتى في البحث عن وسائل لتقصي الحقيقة، والمشاركة الحقيقية للحد من مخاوفهم. اللقاء التشاوري لشباب عدن كان بادرة أمل لتقارب الرؤى وبلورة الأفكار، للوصول لنتائج طيبة، وترميم جسور الثقة والتواصل بين الناس، لخدمة هذه المدينة التي تتجاذبها المشاريع الشيطانية لتبقى أسيرة للأوهام وللخلافات السلبية والشتات ليسهل ادارتها لصالح قوى ظلامية ومشاريع لا وطنية. لم يعجب البعض لتعصبه لموقف مع طرف ضد طرف بسلبية قاتلة، وهل يعجبه ما يدور في عدن، ونحن نحتاج لمثل هذه اللقاءات وهذه الفرص التي هي ملك للجميع وليست ملكاً لأحد، إذا شارك فيها الجميع ستكون مخرجاتها تخدم الجميع، مشاركة الجميع بوعي تجاوز المخاوف من بعضنا ونظرية المؤامرة المسيطرة على البعض، ونصل لمستوى من الوعي لتقبل الآخرين بمختلف ألوانهم السياسية وأعراقهم. لقاء تحاور الناس فيه بشفافية، وطرح الجميع وجهة نظره، ولازلنا نحتاج للكثير من اللقاءات لتتبلور الأفكار وتفرز لنتوافق على ما هو أهم للمصلحة العامة وعدن، ومن الضروري أن تستمر مثل هذه اللقاءات ويحضرها الجميع ليضع رؤاه و وجهات النظر في القاعة أمام الكل لتتضح الصورة والمطلوب. أجمل ما في اللقاء تكريم نخبة من الرعيل الأول للتربويين والشخصيات الاجتماعية لعدن ومنظمات مجتمعية والجرحى والمقاومة، ونعد نخب أخرى للتكريم أيضا على شكل دفع لتكريم الجميع، هذه هي عدن التي تحتاجكم جميعاً فلا تكسفوها بالتعصب لطرف سياسي دون عدن. أي لقاء في غرف مغلقة، ووثائق جاهزة، يحدد مسبقاً قيادتها وزعامتها، ما هي إلا جزء من الوهم الذي يسيطر على البعض، وهم استغلال الناس باسم الحق لمشروع آخر لا علاقة له بالحق، الحق أن يختار الناس من يقودهم، ويساهمون في صياغة وثائقهم، ويشاركون في آرائهم، الحق أن تكون هناك ورشة عمل وحوارات ونقشات تفضي لنتائج ترضي الجميع، ومكون يستوعب الجميع بكل توجهاتهم، هذا هو مكون الشباب العدني.
أحمد ناصر حميدان
عدن تحتاجكم 1386