كانت بداية التعامل بواقعية سياسية مع متغيرات القضية الجنوبية عام 2011 بإعلان أمين عام الحراك/ عبدالله الناخبي، الانضمام لثورة التغيير والمشاركة في المجلس الوطني للثورة، ثم عام 2013 كانت مشاركة مؤتمر شعب الجنوب برئاسة/ محمد علي أحمد ومكونات حراكية أخرى في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ثم دخول الحراك المشارك في الحكومة بعد الحوار عام 2014، ثم كانت المحطة الأوسع عام 2015 بمشاركة حركة النهضة ومؤتمر القاهرة والهيئة الوطنية والهيئة الشرعية وقيادات حراكية جديدة في مؤتمر الرياض الداعم للشرعية والدخول في عضوية الهيئة الاستشارية المنبثقة عنه، ثم كان الحضور الأبرز على مستوى السلطة بدخول قيادات من حركة حتم والمجلس الاعلى في صف الشرعية اليمنية، وتولي مناصب قيادية عليا في الدولة وأبرزهم: عيدروس الزبيدي وناصر الخبجي وشلال شايع عام 2016، ثم اتسعت دائرة النضج واستوعبت الشرعية مئات القيادات الجنوبية في مستويات سلطاتها المختلفة، ولن يكون ناصر النوبة وصالح الجبواني ومحمد طماح وعلي الغريب الذين تولوا مؤخرا مناصب وزارية وعسكرية عليا هم آخر التيار، فهناك كثير في طريق المراجعة والواقعية المتدفق. كل هذه المسيرة الطويلة من المراجعات إن دلت على شيء فإنما تدل على حركة الوعي والنضج المتنامي في صفوف الحراك الجنوبي، كما تدل على ان القضية الجنوبية ستظل قضية سياسية لن تحل إلا بأدوات السياسة وضمن القضية الوطنية اليمنية العامة، وهذا هو سبيل العقلاء وطريق الواقعية الصحيح.
عبدالرب السلامي
الجنوب في طريق الواقعية 1002