في عالم الحروب وعوالمها لا شبيه للحرب الصليبية على المسلمين إلا الحرب الحوثية على اليمنيين، الحرب الصليبية تبنتها أربعة وعشرون عائلة صليبية في أوروبا بدعوى استعادة الحق المقدس في أرض المسلمين ممثلاً في فلسطين، مهد المسيح، كما هو الشأن مع أربعة وعشرين عائلة إمامية يمنية "تقريباً" هي التي تبنت حلفاً مقدساً لسحق اليمنيين تحت وهم استعادة الحق الإلهي المقدس. في الحرب الصليبية كانت أوروبا تتآكل فيما بينها في حروبها الداخلية، وكادت تهلك لولا أن وحدها الحرب على المسلمين، كما هو الشأن في البيوتات الإمامية التي تتناحر وتتقاتل فيما بينها من أجل الفوز بمنصب الإمام، ولولا عاصفة الحزم لكان قد خرّج إمام الحوثي عشرين إمامًا كلٌ منهم يدعي أنه الأولى بالإمامة. في الحرب الصليبية نادى أوروبان ــ القائد الروحي للحرب الصليبيةــ مخاطباً مقربيه قادة الغزو: "دع أولئك الذين كانوا لصوصاً منذ أمد طويل يصبحون الآن من جند المسيح.. دع أولئك الذين كانوا مرتزقة يتقاضون بضع قطع من الفضة ينالون الآن جائزة أبدية". وهو ذات النداء الذي وجهه الكاهن الحوثي لأتباعه: أن يكونوا من جند الحسين، لقتل كل يمني بتهمة الداعشية. كما أطلق كل مرتزقته لنهب خيرات الدولة تحت مسمى "مُشرف". الشاهد انطلق الهمج الغزاة من أدغال أوروبا معززين بالحماسة الدينية، ومدفوعين بالنهب والسيطرة على خيرات ومقدرات الشرق المسلم، وكانوا لا يجدون اللقمة آنذاك، كما هو الشأن مع جرذان الحوثي، انطلقوا كالقرود من مران وضحيان إلى كل أنحاء اليمن بهدف النهب والسيطرة، ومعززين بحماسة دينية تشبه حماسة الصليبيين..
ثابت الأحمدي
بين الصليبيين والحوثيين!! 934