قال الشماحي في كتاب "اليمن.. الأرض والإنسان" إن الشخصية اليمنية على المستوى العام والخاص تعيش فراغاً نفسياً وارتباكاً حضارياً لا تملؤه إلا ذات يمنية تؤسس لتحول حضاري. الاضطراب الطبيعي للذات اليمنية نتيجة طبيعية لعاهات البؤس الأيديولوجي المنظم وغياب المشروع الوطني المنتمي لأشواق الجماهير وتطلعاتهم. والمدخل الأساسي لكسر عقدة الارتباك الحضاري وتيهان الذات اليمنية هو هندسة الكيان اليمني المنتمي لكل اليمنيين بلا استثناء بما فيهم أعداء الذات اليمنية باعتبارهم ضحايا أنانيتهم وأوهام الإرث المريض لدينا تراكمات جيدة يمكن التأسيس عليها حتى الحطام يعتبر تراكم مفاتيح سبتمبر وأكتوبر وإرث الحركة الوطنية وتجربة الكتلة الوطنية التاريخي كما نظر لها الجابري وهندسها جار الله عمر. كما أن التجربة السلمية للحراك السلمي والثورة السلمية ووثيقة الحوار أسس مهمة يمكن البناء عليها لخلق الحلقة الوطنية المفقودة في المعادلة. كلما نمتلكه هو الحديث عن الفكرة اليمنية كأساس لمعالجة اختلالات اللحظة الوطنية والإرث الثقيل من الانحرافات التي ضربت الذات اليمنية في القلب. وربما تكون نقطة التفوق للنخب السياسية في ثورة سبتمبر وأكتوبر هو أن الفكرة اليمنية كانت المحرك الذهني لتعاطيهم مع التحولات الوطنية واستطاعوا إلى حد ما فك شفرة الانغلاق القاسي والعزلة التي تعرضت لها. سيظل الإنسان اليمني يعيش يوميات الاضطراب الوطني حتى يتم هندسة الكيان اليمني الذي يوقف تداعيات الارتباك الحضاري والفراغ الاستراتيجي للمشروع الوطني.
محمد المقبلي
اضطراب الذات اليمنية 1028