القضية الأمنية ليست كتشجيع فرق كرة القدم بحيث ينفع فيها الصراخ والهتاف وذم الآخرين ووصفهم بالعبارات المسيئة أو كما يقول المثل العربي : أوسعهم سبّاً وساروا بالإبل !! القضية الأمنية هي أشبه بالمسألة الحسابية 1 1 = 2 فأي بناء للأمن لا ينطلق من عمل مؤسسي وفق قواعد الأمن التي تطبق في كل أنحاء الكرة الأرضية فلن يؤدي إلا لهذا الحال الذي يعبث العابثون فيه بكل حرية وأريحية واطمئنان ولن نسمع بعد كل عملية ينفذونها الا العبارة الرنانة : ولاذوا بالفرار!! طوال 3 سنوات ونصف مرت على تحرير عدن لم تعد مراكز الشرطة للعمل بالشكل المطلوب ولا الدوريات ولا البحث ولا القوات الخاصة ولم توجد غرفة عمليات موحدة لحد الآن. بمعنى آخر أن العمل الأمني المؤسسي معطل بشكل كامل. سيتساءل البعض ويقول ما فائدة النقاط الأمنية والأطقم التي تروح وتجيء وتملئ الشوارع ؟؟ والجواب: أن مهمة هذه التشكيلات هي تأمين وجود كل طرف من الأطراف الموجودة وتنفيذ سياساتها ولا علاقة لها بالجانب الأمني المؤسسي بدليل حصول عمليات قرب هذه النقاط دون أن تحرك ساكن!! لازلت أتذكر ذلك المنظر عند جولة كالتكس حين كانت النقطة توقف السيارات للتفتيش بينما دراجة نارية تمر وعليها ثلاثة اثنان منهم ببنادقهم الآلية وملثمون دون أن تحرك النقطة ساكناً أو تطلب تفتيشهم !!
علي سعيد الأحمدي
الأمن المفقود في عدن 995