قبل 56 عاماً بالتمام والكمال من اليوم اندلعت شرارة الثورة المجيدة التي وقف فيها الشعب اليمني في جنوب الوطن أمام وجه الجبروت البريطاني العاتي وقال كلمته غير آبهٍ لتهديد المحتل ولا لسيطرته التي امتدت من أقصى جنوب الوطن إلى أقصاه. سبقت هذه الشرارة توحد شعبي واصطفاف سياسي وعسكري رافض لوجود غريب على أرض اليمن؛ فكان الإعداد والترتيب والتنظيم أول خطوات هذه الثورة، والتي سبقتها ضعف وتشظٍ بسياسة بريطانية استعمارية مورست طيلة ما يزيد عن قرن من الزمان ب” فرِّق تسُد”. الشعب اليمني بطبيعته رافض للقيود، يأبى التبعية والتحكم وإن كان من إمبراطورية لم تغب عنها الشمس في أوج قوتها إلا في جنوب اليمن في حرب ضروس امتدت لتشمل الريف والحضر، قاتل فيها اليمنيون قتالاً مستميتاً بتجهيزات بسيطة لا ترقى لمستوى العدو عدةً ولا عتاداً، ولكن الحرية لا تقبل أعذاراً ولا تحتاج غير رجال صادقين يواجهون ولا يتوانون عن هدفهم غير بنصر وعزة. إنّ يوم الـ 14 من أكتوبر يومٌ أظهر فيه الإنسان اليمني أنفةً وكبرياء بيَّنت للعالم بأسره بمدى إصرار هذا الشعب الذي إن أراد شيئاً سعى إليه وحققه مهما كلفه من ثمن. هذا الثمن لن يدفعه إلا من نظر إلى أفق أسمى وخرج من محيطه الضيق مترقباً ليومٍ لا يرى فيه على أرضه وصياً ولا حاكماً غير أهله وشعبه. تعود علينا هذه الذكرى الخالدة ونحن نواجه ثورة أخرى لبناء يمن نحلم به جميعنا، ونستكمل فيه طريق النضال الذي رسمه لنا آباؤنا الأكتوبريون والنوفمبريون بتحقيق العدالة والمساواة والتنمية ونبذ كل مظاهر الفساد والرجعية لما قبل أكتوبر ونوفمبر. لن تتحقق أحلامنا وطموحاتنا ببناء يمن جديد يتسع للجميع إلا بطريق واحد، سار عليه ثوار أكتوبر وتحقق لهم النصر في نوفمبر، هو طريق التوحد والعمل المنظم، عمل اليد الواحدة التي تترابط بمصالح مشتركة وحياة كريمة لشعبٍ يستحق منَّا أن نفني أعمارنا حتى يرى يمناً طال انتظاره، يمناً يعكس أخلاق اليمنيين وحضارتهم ورجولتهم، وليس ذلك ببعيد عنَّا إن غلَّبنا مصالح اليمن وجعلناها أولاً فوق أي اعتبار! كل عام والوطن بخير ويتعافى ويتحرر، وكل عام وثورة أكتوبر وسبتمبر هي مصدر قوتنا ونزعة الحرية والاستقلال، نهنئ فخامة المشير عبدربه منصور هادي والقيادة السياسية والوطن من أقصاه إلى أقصاه بالعيد المجيد، ذكرى أكتوبر العظيمة. وزير الشباب والرياضة
نايف البكري
أكتوبر مُلهمة التحرير والإستقلال 856