الجديد في الفيلم الاستقصائي الذي بثته الجزيرة عن #كتائب_أبو_العباس، هو أنه أعاد سرد الحقائق بوضوح أكبر، تلك الحقائق المعروفة للناس عن أبو العباس، كانت تعوزها الأدلة، وقد عمل الفيلم على الإتيان بجزء منها، وهذا بالطبع عمل يستحق القائمين عليه الشكر والإشادة ويتوجب من المعنين بالأمر التعامل معه بجدية والبناء على ما جاء فيه..! جوهر الفيلم أنه عمل تجميع الوقائع المتناثرة وربطها ببعضها؛ لتشكيل الصورة الكاملة للجرائم التي ارتكبها أبو العباس والجهات التي تقف خلفه. كان الناس يعرفون جزءاً من هذا؛ لكن التوثيق يظل عملًا مهمًا يحسم الجدل حول حقيقة اللعبة التي كانت وما زالت تديرها الإمارات في المدينة، ويضع الناس أمام صورة كاملة لعبث هذه الدولة بمصيرهم..! المكالمة الصوتية لأبي العباس وتوجيه لكتائبه بقصف مواقع محددة للجنة الأمنية، هو أخطر تسريب جاء به الفيلم ليؤكد حقيقية أبو العباس كقائد عسكري يعمل ضد الجيش. الأمر الذي يضع قيادة المحور أمام قرينة واضحة يتوجب أن تستدعي بموجبها الرجل وتحيله للتحقيق في كل القضايا التي أثارها الفيلم ضدة، وسابقًا أيضًا كانت أصابع الإتهام موجهة له بشأنها..! قتل الجنود في حي الجمهوري وإخفاء جثثهم، تهريب قتلة ممثل الصليب الأحمر، مهاجمة اللجنة الأمنية، التنسيق مع دولة خارجية وتلقي الدعم منها خارج دائرة التموين العسكري، واحتضان عناصر إرهابية، هذه هي القضايا التي تمحور حولها الفيلم و عمل على استجلاءها بشكل جيد.. مع يقيني أن الموضوع ما زال يحوي الكثير من الأسرار الصادمة..! لكن لو أننا في دولة تحترم نفسها وجيش حريص على سمعته فإننا أمام تهم حقيقية وكافية وخيوطها صارت مكشوفة بوضوع شديد. وبناءً عليها يتوجب فتح تحقيق شامل مع أبو العباس وإحالته للمحاكمة العسكرية وتجريده من الرتب التي يتمتع بها، وتفكيك قواته كليّا، وما لم يحدث ذلك فإن الجميع يعد متواطئًا مع الجريمة ويتحمل مسؤوليتها بمستوى أو بأخر..! خروج أبو العباس من المدينة لا يلغي جرائمه السابقة التي أثارها الفيلم، ومن الغباء الصمت عليه، فالرجل ما زال يشكل تهديدًا باقيًا ومحتفظًا بأدوات جريمته، ومن الجيد التعامل معه بصرامة بدلا من انتظار انفجاره مستقبلا وعندها لن يكون بمقدور أحد احتواء كارثته دون أن يدفع التكلفة باهظة، وبعد أن يكون الفأس قد وقع على الرأس..! شكراً جمال، وشكراً قناة الجزيرة
محمد دبوان المياحي
تعز والمحافظ وكتائب أبو العباس والفيلم الاستقصائي..؟! 1397