كانت تعز واليمن على موعد مع فاجعة من العيار الثقيل، وهي المحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ العلامة/ علي القاضي في منزله، ولكن الله قدر وسلم ولطف، فما وجد (أبو جهل) وفريقه في تعز على فراش الشيخ/ علي القاضي غير أهله وقراطيسه، وقد نجّاه الله من كيد الكائدين، ومكر المجرمين، ومع ذلك يظل التهديد قائم لهامات تعز وقاماتها وعظمائها ما دام (أبو جهل، وعتبة، وشيبة، وربيعة، وأبو لهب، وأمية بن خلف، وابن أبي الحقيق وكعب ابن الأشرف) رموز الإرهاب والجاهلية يتواجدون في بلادي تعز، وما دام بعض وجهاء القوم وعليتهم يتعاطفون معهم، ويجدون عندهم ملجئا وملاذا آمنا ومدافعا ومحاميا؟!. كان التخطيط لاغتيال الشيخ/ علي القاضي -حفظه الله- في هذا التزمين هدية سيقدمها هؤلاء على طبق من ذهب لتعز في يوم احتفالها بعيد ثورة 26 سبتمبر، وابتهاجها المتميز بيوم أفول نجم الإمامة السلالية المقيت، ونكبة الكهنوت الديني البغيض، ليقل أعداء ثورات سبتمبر واكتوبر وفبراير عصابات الإرهاب ومليشيات الإنقلاب: نحن هنا مستمرون في قتلكم وتصفيتكم وتجفيف منابعكم، وسندخل إلى بيوتكم، ليخاطبنا هؤلاء بلغة السلاح والدم: يا أبناء تعز من خرج منكم الشارع فليس بآمن، ومن دخل داره فليس بآمن، ومن فتح باب بيته فليس بآمن، ومن أغلق بابه دونه فليس بآمن، ومن أمسى معافى في بدنه، وامتلك قوت يومه فليس بآمن، ومن تسوق فليس بآمن، ومن خرج لعمله ووظيفته فليس بآمن؟ فهذا هو منطق إرهاب العصابات أو المليشيات! فماذا أنت فاعلون أيها التعزيون، أيها العلماء والثوار والمجاهدون والمقاومون والمثقفون الوطنيون الأحرار! لعصابة إجرامية خارجة عن النظام والقانون مطلوبة أمنيا للعدالة والقصاص؟. ماذا يراد لتعز، بل ماذا يراد من تعز، وما هو المطلوب من الشيخ/ علي القاضي بالضبط؟ أن يكون متطرفا؟ أن يكون متنطعا؟ أن يكون خائنا لربه ودينه ووطنه؟ أن يكون عميلا لأعداء الله ورسوله وشريعته؟ أن يكون قاطعا للطريق؟ أن يكون محاربا لله ورسوله وللمؤمنين؟ أن يكون في صف المجرمين؟ أن يكون مفتيا بالحلال لما حرم الله؟ وبالحرام لما أحل الله؟ أن يكون إرهابيا؟!.إن منهج الشيخ على القاضي غير ذلك كله، بخلاف ذلك كله، بعكس ذلك كله. يا هؤلاء ما كان الشيخ علي القاضي - حماه الله- يوما يهوديا، ولا نصرانيا، ولا مجوسيا، ولا كافرا، ولا مشركا، ولا وثنيا، ولا مرتدا، ولا خائنا عميلا، ولا إرهابيا، ولا رافعا سلاحا على وجه أحد، ولا محاربا، وإنما كان وما يزال حنيفا مسلما سنيا وسطيا معتدلا قرآنيا نبويا سلفيا صالحا ورجلا ربانيا، وداعيا مصلحا ومسالما حكيما. فأين تذهبون؟ ومالكم كيف تحكمون؟! يعلم قادة الإرهاب وجنوده أهمية الشيخ علي القاضي -حفظه الله- وقيمته الاجتماعية، ومكانته العلمية، ومرجعيته الحديثية والفقهية والعقدية، وثقة الجيل بأقواله وأفعاله، ولهذا هم خبثاء محترفون. وفي تقديري الشخصي أن الشيخ علي القاضي اكتسب تلك المؤهلات الإيجابية بحق، فهو هبة الله لتعز واليمن واليمنيين، درة من السماء، وجوهرة في الأرض، من علماء شباب اليمن الصاعدين بقوة، ومن أهم أعلامها النوابغ، اكتملت فيه الأهلية العلمية مبكرا، شخصية متوازنة، بل قمة في التوازن، على المستوى الديني والفقهي والثقافي والأخلاقي والمذهبي، شخصية إسلامية يمنية وطنية مكتملة الأركان والجوانب، أقول هذا عن علم ودراية وقرب ومعرفة ومتابعة وتجربة وقراءة واستماع وتقييم، ولا أزكيه على الله فالله هو حسيبه. والأفجع مما ذكرنا سابقا والأخطر، أو الأدهى والأمر هو لماذا يجد القيادات الاغتيالية المطلوبة أمنيا والمتهمة بقضايا إرهاب واغتيالات الدلال والتدليع والتلميع، ويُقدمون في المجالس، ويستقبلون بحفاوة وبشاشة، ويراد لهم أن يكونوا في صدور الناس وتتبنى أعمالهم الإجرامية بعض الجهات التي يفترض أن تكون رسمية؟! ولماذا بعض شخصيات سلطاتنا العليا تنزلهم درجة أولى في العناية والرعاية والاهتمام ؟! الأمر الذي يجعلنا نتسائل: ما الذي يُبيَّت لتعز ياقومنا؟ وماذا يريد منها هؤلاء جميعا؟ وهل قد فرض على خيرة رجالها من الجيش والأمن والعلماء والخطباء والدعاة الشرفاء أن يصطفوا في طابور واحد أمام مسلخ العصابات الإرهابية لينتظروا إغتيالاتهم الممنهجة والموجهة؟ أظن أن تعز قادرة على الإجابة الصحيحة؟ والله المستعان،، الخميس: 27-9-2018.
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
الشيخ علي القاضي في طابور انتظار الاغتيال؟! 1117