يشكّل غياب الوعي المشكلة الأبرز لمعظم المشاكل في المجتمع.. ذلك أن الوعي ينير المسار ويكشف الغموض ويعرف المجهول وبما أن الإنسان عدو لما يجهل، فمن الطبيعي أن يتعاطى سلباً مع بعض الأحداث وإن كانت إيجابية ولعل جهل الكثير من اليمنيين لمعاني وفضائل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وما شكلته من مرحلة فارقة في تأريخ اليمن الحديث، جعل منها مناسبة عابرة كباقي الأعياد الوطنية بالرغم من أنها أم الأعياد ومنبع كل المناسبات الوطنية، فمن رحمها ولدت ثورة 14 أكتوبر 1963 ويوم الجلاء 30 نوفمبر 1967 ومناسبة الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990. لقد أخفقت النخب الحاكمة منذ ثورة 26سبتمبر 1962 وحتى الآن في بلورة رؤى الثورة وأهدافها وتوصيفها توصيفاً دقيقاً وغرسها في نفوس وعقول كل الناس حتى تبلغ المكانة التي تستحقها وتصبح ذاك المكسب العظيم الذي يعض عليه بالنواجذ ومنارة يهتدى بها وخارطة الطريق نحو بناء اليمن المنشود.
عصام محمد الأحمدي
سبتمبر وانتكاسة الوعي 938