حمالة الحطب هي حمالة الحطب في كل زمان ومكان وإن اختلف شكلها ولونها ولسانها وحركاتها وسكناتها أو تغير جنسها، فقد تكون أنثى كما هو حال أم جميل زوجة أبي لهب وقد تكون ذكراً كما هو حال عبد الملك الحوثي، كذلك الأمر ينطبق على حسبها ونسبها فقد تكون هاشمية أو أموية وقد تكون عربية أو أعجمية، ذلك لأن النسب لا يحول ولا يمنع من تقمص دور حمالة الحطب ودورها القذر في إشعال الحروب والفتنة والتحريض على القتل والعنف كما كانت تفعل أم جميل عمة رسول الله أعمى الله بصرها وبصيرتها. في وقتنا الحاضر مع الأسف الشديد برزت ظاهرة حمالات الحطب في أكثر من بلد عربي ففي العراق نجد حمالات للحطب مثل الحكيم والصدر والسيستاني وفي إيران حدث ولا حرج، فهناك حوزات لحمالات الحطب وعلوم تدرس ومناهج توضع وفي لبنان نشاهد بشكل شبه يومي حمالة الحطب تطل من شاشة قناة المنار لتبث سمومها الخبيثة في أرجاء البلاد العربية والإسلامية بطريقة تشبه طريقة أم جميل- عليها لعائن الله- التي كانت تحرض فتيان قريش على النبي صلى الله عليه وسلم رغم أنها عمته ومن أقرب الناس إليه. ما يهمنا نحن كيمنيين هو حمالة الحطب القادمة من كهوف مران وهي محملة بكل أنواع الحقد والضغينة والكراهية والأنانية والحسد، حيث دأبت وكرست كل جهودها لإشعال الحروب وإيقاظ الفتن الطائفية والمناطقية والعرقية والقبلية حتى بات الدم اليمني مسفوحا في كل محافظة وفي كل مديرية وعزلة بسبب الفتنة الهوجاء التي أشعلتها حمالة الحطب، والكارثة الكبرى ان حمالة الحطب في اليمن استولت على كل ثروات البلاد وأرزاق العباد وباتت تسخرها لحروبها الشيطانية والعبثية التي لا تنتهي. حمالة الحطب في اليمن ابتدعت لها مناسبات لا دينية ولا وطنية وإنما خرافات وخزعبلات طائفية يحتفل بها أحفاد أبي لهب ويتجمعوا من كل حدب وصوب ليستمعوا إلى حمالة الحطب وهي تلقي خطابا طويلاَ مملاَ في تلك المناسبات لتستدعي كل جراحات الماضي وأوجاع التاريخ وآلام الأجيال العابرة لكي تسقطها على واقعنا اليوم لتعيدنا إلى حلبة الاقتتال الطائفي والحرب الأهلية، وهذه المناسبات هي عيد الغدير واستشهاد الإمام زيد والإمام علي والإمام الحسين وعاشوراء وميلاد الرسول ويوم القدس الخميني وغيرها من المناسبات الضلالية. اليوم.. أطلت حمالة الحطب مرة أخرى بمناسبة يوم عاشوراء لتلقي خطاباً نارياً طائفياً بغيضاً من شاشة قناة المسيرة المملوكة حصرياً لحمالة الحطب وأخواتها، وبدلا من أن تستغل المناسبة لإيقاف الحرب وحقن الدم اليمني، كرست حمالة الحطب خطابها لإشعال المزيد من النيران في الجسد اليمني المنهك والممزق بصراعات أهلية طائفية وسياسية ومناطقية وقبلية من خلال الدعوة للنفير وما أدراك ما النفير في مفهوم وذهن وعقلية حمالة الحطب التي باتت تستخدم آيات قرآنية لتخدع العامة من الناس لجرهم إلى المحرقة في حرب خاسرة لا مستفيد فيها إلا حمالة الحطب وعيال أبي لهب تبا لهم جميعا. الغريب والعجيب أن حمالة الحطب في أيامنا هذه تفوق بكثير خساسة وخبث وقبح حمالة الحطب في صدر الإسلام، حيث أن حمالة حطب مران تلتقي في المبعوث الأممي والوسيط الدولي للسلام في اليمن السيد مارتن غريفيثش وتبيع له حلو الكلام وتتعهد له بالعمل الجاد من أجل السلام وتظهر أمامه بمظهر الضحية الباحثة عن الأمن والاستقرار، وما أن يغادر المبعوث الدولي صنعاء حتى تعود حمالة الحطب إلى هوايتها المفضلة في التحريض والحرب والاقتتال بين اليمنيين، وخطاب اليوم أكبر مثال على صدق ما نقول وما نطرح. حمالة الحطب تستخدم في خطاباتها أساليب الخداع والغش والتضليل بطريقة ممنهجة وبأساليب ملتوية يصعب على البعض إدراكها، فها هي تصور المعركة الدموية الطائفية والحرب الأهلية التي أشعلتها بأنها حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية وان المعركة كما تزعم حمالة الحطب هي في الأساس ضد الدولة الصهيونية الإسرائيلية وهذا كذب مفضوح وافتراء مكشوف الهدف منه خداع الشعب وتضليل عامة الناس والتغرير عليهم لجرهم إلى المحرقة كي يموت الشعب اليمني بشكل كامل وتبقى حمالة الحطب وعيال أبي لهب على قيد الحياة فقط.
د. عبده البحش
عن خطاب حمالة الحطب 1018