نحن الذين لم نعايش عهد الإمامة، كنّا نجهل عظمة ثورة 26سبتمبر المجيدة، حتى عواطفنا كانت قد بدأت تلين وتذكر عفن الإمامة بنوع من حسن النوايا وإيجاد المبررات لجرائمهم التي لم نعايشها وقبحهم الذي لم نعاصره، لكن عندما أطل علينا حقدهم من جديد عبر هذه الفئة السلالية المتمثّلة بالحوثية الأمامية الكهنوتية الحاقدة على الأرض والإنسان، والتي مارست جرائم على مجتمعنا اليمني عامة كنّا نعتبرها نوعاً من ضروب الخيال لا يمكن لأي بشر عنده ذرة من الإنسانية إن يرتكبها. عندها شعرنا بعظمة ثورة 26سبتمبر الخالدة وعظمة رجالها الأبطال أمثال علي عبدالمغني والسلال وعبدالغني مطهر والجايفي ورائد التنوير الأستاذ النعمان وزميله أبو الأحرار الشهيد الزبيري وأبطال السبعين عبدالرقيب عبدالوهاب ومحمد صالح فرحان والعمري وغيرهم من العمالقة الذين لا يتسع المجال لذكرهم، لقد كانت ادوارهم خالدة غيرت مجرى التاريخ المظلم وانتفضوا على أحقر نظام ظلامي عرفه الوطن العربي، ثم عادت الكَرّة بالتآمر على الثورة ومنجزاتها وعلى الثوار وتشويه تاريخهم الناصح، وبالفعل استطاع الظلاميون تحقيق مبتغاهم بالانقلاب على ثورة الشعب المجيدة وأنتجوا كارثة أسموها ثورة 21 سبتمبر وبالفعل فهي ثورة ضرارا وإرصادا ومحاربة للثورة الحقة والشعب الحر الأبي بمسمى الثورة استغفالا لشعب كامل. إنها الجريمة الكبرى بحق امتنا واختزال لشعب كامل بسلالة صغيرة مشكوك في أصلها وفِي انتمائها للعروبة. ماذا عسانا اكتب عن الجريمة الكبرى 21 سبتمبر، إنها أكبر من نكبة وأفضع من كارثة، وأقسى من اَي نكسة. يوم 21سبتمبر يوم العنصرية النتنة والسلالية القذرة. إنه اليوم الأسود في تاريخ الشعب اليمني المعاصر. يوم 21 سبتمبر يوم تمزيق النسيج الاجتماعي، والانقلاب على ما تبقى من دولة ، وتدمير المؤسسات الحكومية، ونهب الممتلكات ، وانتهاك الحرمات. إنه يوم استباحة الدماء الطاهرة وهتك الكرامات وانتهاك الحريات. إنه يوم التخلف الفكري والاستيلاء على السلطة من قبل المعاقين فكريا، المنحرفين عقديا القادمين من خلف التاريخ. إنه يوم الانقلاب على كل شيء جميل في بلادي، يوم سيخلد في مزبلة التاريخ. أكاد أجزم أني مهما أصف بشاعة هذا اليوم فإنني أشعر أني لم أوفيه حقه من القبح الذي هو فيه ومن حقارة من صنعوه، ومن وطأة من تواطؤوا معهم. وقبل إن أختم حديثي أقول مهما كانت السوداوية التي خلفها هذا اليوم والقبح الذي يتخلق به صناعه إلا أني أجزم أن فجرا جديدا أزف وأن يوم الخلاص من هذا العار الذي لحق لشعبنا قْرُبَ.. (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً). وستبقى ثورة 26 سبتمبر ثورة خالدة متجددة طالما بقي فينا نحن اليمانيون عرق ينبض. محمد مقبل الحميري وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى.
محمد مقبل الحميري
ثورة شعب ونكبة أمة 1100