تعرفون الطفل الذي فجر الحوثيون منزله في أرحب في 2014؟ تذكرون دموعه المنهمرة على أطلال منزله المهدم؟ غيوم الأسى على وجهه المصاب بالفجيعة؟ شعوره بالقهر والحزن العميق؟ جريمة؟ أليس كذلك؟ لكن الجريمة الأدهى أن الحوثيين اليوم، وفي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عرضوا صورة هذا الطفل على أساس أنها لأحد ضحايا "العدوان"! صدقوا أو لا تصدقوا! نعم ناشط "حقوقي" حوثي عرض الصورة اليوم في المجلس على أساس أنها لطفل ضرب "العدوان" منزله بالطائرات وقتل أهله! وأين؟ في مبنى للأمم المتحدة! هل رأيتم فجوراً كهذا؟ قتلوا وهدموا، ثم ذهبوا يتاجرون بالدم وركام المنازل! الناشطون الحوثيون تحت مسميات حقوق الإنسان يزيفون التاريخ الذي لا يزال شهوده أحياء! ترى كيف نثق بعد ذلك فيما يحدثنا به الكهنة عن أئمتهم الغابرين، وهم يحرفون الحاضر الذي لا يزال ضحاياه على قيد الحياة؟! الناشط الحقوقي والكاتب/ همدان العليي، حضر اليوم في مجلس حقوق الإنسان، وفوجئ بمدى الوقاحة الحوثية، في قتل القتيل والتباكي عليه، فطلب مداخلة للرد على الكذب الواضح، وتمكن من الرد وسط محاولات للتشويش على أدائه! يا عالم، يا عرب، يا يمينون: الحوثيون ليس لهم قضية إلا السلطة والمال، والمزيد من الحرب من أجل المزيد من الضحايا للتباكي عليهم، لأجل السلطة والمال. إذا كذب علينا هؤلاء الكهنة اليوم في زمن الكاميرا والإنترنت والفضاء المفتوح، فكيف نصدق مروياتهم عن كنهتهم المجرمين من الأئمة، الذي يحاولون إظهارهم بمسوح الرهبان؟! وخذوا هذه: صورة "طفل أرحب" المذكورة، نشرتها مواقع إيرانية، على أساس أن الطيران ضرب منزل الأسرة وقتل أهل البيت، ولم يبق إلا الطفل وركام المنزل! المواقع نشرت الصورة في الترويج لحملات دعائية لجلب التبرعات للحوثيين، في إيران! هل عرفتم أي جماعة نتعامل معها؟! أي جماعة فاسدة كاذبة ملتوية خارجة من قمقم الشيطان؟! هل رأيتم أكذب من هؤلاء؟! قال الحكماء: تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وتستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت. وغداً تظهر شمس الحقيقة، لتلقف كل ثعابين وحيَّات كهنة العصور...
د.محمد جميح
كذب في مجلس حقوق الإنسان 1360