الكثير يستغربون من صلابة موقف "اردوغان" امام (بلطجة) "ترامب " ويتساءلون عن سر ذلك ، والحقيقة هي ان "اردوغان" يشعر ان "ترامب" في موقفه هذا ضعيف داخلياً وخارجياً، فقد (تبلطج) داخلياً على كثير من المؤسسات واخرها المؤسسات الاعلامية وعلى رؤساء الاجهزة الاستخباراتية السابقين وبدأ يسحب منهم تراخيص الاطلاع على المعلومات السرية بعد تقاعدهم والتي يمنحها القانون اياهم وانتفض ضده اصحاب المصالح التجارية والزراعية والصناعية التي تضررت بسبب حربه التجارية على العالم اضافة الى عنصريته ضد مكونات مهمة في نسيج المجتمع الامريكي واما وضعه الخارجي فهو اشد ضعفاً بسبب حربه الاقتصادية التي شنها على حلفائه الاوروبيين وكندا والصين وروسيا وايران والمكسيك ولا شك ان لهذه الدول ثقلها الاقتصادي الذي سيخلخل الاقتصاد العالمي اذا حدث له هزة، بمعنى ان العالم كله سيتضرر من (بلطجة ) "ترامب" وهذا كفيل بجلب الكراهية لامريكا ومنتجاتها وسياساتها المتعجرفة وهذا عكس موقف "اردوغان" الذي حصل على اجماع داخلي مؤيداً لموقفه فقد حصل على تاييد 75٪ من الشعب وكذلك تاييد احزاب المعارضة لانه اظهر للشعب وهي الحقيقة انه يدافع عن تركيا وليس عن حزبه ،وان نهضة تركيا وسيادتها هي المستهدفة وليست القضية قضية قس سجين يطلق سراحه واما موقفه الخارجي فهو اقوى بكثير من قبل الازمة الاقتصادية مع امريكا ، فاضافة الى التاييد الذي حصل عليه من الدول التي تشاركه نفس المشكلة من قبل امريكا ،فقد اسرع في حل مشكلته مع اليونان والمانيا وهما دولتان مهمتان في حلف النيتو وقد اعلنتا بكل وضوح انهما مع الموقف التركي وكذلك التاييد الفرنسي لان حلف الناتو ايضا يدرك خطورة تهديد "اردوغان" بالبحث عن حلفاء اخرين، فتركيا ثامن قوة عسكرية في العالم وخروجها من الحلف ليس بالامر الهين على اوروبا اضافة الى التاييد والتعاطف الذي تلقاه من الشعوب الاسلامية وهذا ما ادركه "ترمب "انه لا يواجه "اردوغان" او حزبه او تركيا بل يواجه امة كبيرة تعتبر سوقاً استهلاكية لا يستهان بها ولهذا عرف "ترامب " ان الاتراك امتصوا الهجمة الاقتصادية في بدايتها وبدأت تنحصر وتنكسر كما حدث مع الانقلاب العسكري الفاشل والدليل تصريحه الاخير بانه "سيخنق تركيا" لم يكن له اثر على العملة كما حدث مع اول تصريح له، البعض يتساءل لماذا لا يطلق اردوغان القس الامريكي المحتجز ؟ "اردوغان" يدرك أولاً :ان القضية ليست قضية قس ،القضية قضية مشروع نهضة واستقلال تركيا، ولو اطلق القس فالاستهداف لن يتوقف ثانيا : القس هو صندوق مخابراتي ثمين كان عمله على مستوى المنطقة (سوريا والعراق وتركيا ) وقع في يدها وله سنتين تحت الاستجواب وحاولت امريكا استرجاعه بكل الطرق مع ان هناك امريكيين اخرين محتجزين في تركيا لماذا لا تطالب امريكا بهم ؟ الخلاصة : سياسة البلطجة الداخلية والخارجية التي يقودها "ترمب" وسعيه ليكون سيداً على العالم لا متعايشاً معه كما يزعم البعض ، هي سر قوة "اردوغان" ، وقبل هذا وذاك ارتباطه بالله .
محمدصالخ الخلخل
ما هي قوة "اردوغان" أمام بلطجة "ترامب"؟؟ 945