للمرة الثانية، وللعام الثاني على التوالي، أجدني استلم سلة غذاء من مؤسسة هائل الخيرية. نعم استلمت وكافة جيراني، وبلا استثناء أو ضجيج.. سلة غذاء بسيطة جداً، لكنها تعد للكثير منا، خير وبركة، ومن أناس خيرهم وعطاؤهم لا ينضب أو يكون له حدود وتقاسيم جغرافية. أحترم بيت هائل سعيد أنعم، وأقدر فعلهم الإنساني والوطني، وأجد أن الكتابة عنهم واجبا وطنيا وفعلا سام ونبيل. فمن لا يشكر الناس، لا يشكر الله، ولعلي هنا أشكر من يستحق الشكر والتقدير. أذكر هنا، أن تعز وأهلها يرزحون لوطأة أزمة إنسانية، وبرغم هول المأساة لم تنكف عائلة الراحل هائل سعيد على ذاتها وعلى المدينة المتحدرة منها ؛ وإنما وصل خيرها لكل مساحة هذه البلاد. ففي الوقت الذي رأينا فيه مؤسسات وشركات وجمعيات وتجار كبار أسرى قراهم ومناطقهم؛ كانت مؤسسة هائل استثناء، إذ مدت يدها وإلى أين وصلت في مساحة اليمن، ودونما تمييز أو منة أو دعاية أو ضجيج في الإعلام، بل وعلى العكس أوصلت خيرها لـ ٦٠٠٠ عائلة في الضالع لوحدها، وبصمت ويسر وسلاسة ونظام قلما نراه هذه الأيام. الأمر الآخر، السلة وعلى بساطتها، لكنها من النوعية الجيدة،وهذا ما لم يلمسه الناس في الإغاثة الإنسانية الواصلة للمحتاجين من خلال مؤسسات وهيئات دولية وعربية ووطنية.. فالواقع يشير إلى أن الشعب اليمني، ولج مرحلة خطيرة وقاتلة وما لم يرتق الدعم الإنساني لمصاف الكارثة الإنسانية ولحجم الأزمات الحياتية اليومية المتفاقمة؛ ستبقي كافة الأفعال الإغاثية ناقصة ومحدودة ويعوزها العدالة الإنسانية؛ كقيمة سامية ونبيلة وينبغي أن تسود وتعم كافة الفئات المجتمعية وبلا استثناء أحد ومهما كانت الأسباب والمبررات. فشكراً لمؤسسة هائل الخيرية، وشكراً لكل الجهود الإنسانية المغيثة لليمنيين، وفي المحصلة الحالة اليمنية تزداد تعقيداً وقتامة وبؤساً، ما يستوجب من الجميع تخفيف معاناة اليمنيين واين كانوا ووجدوا.
محمد علي محسن
شكراً أولاد هائل!! 1191