عندما تدخل مقرات الحوثيين العميقة، خاصة تلك التي تدرس النهج الاثني عشري الإيراني لهذا الجيل "الضحية" والمختطف بالقوة لتلقينه موروثا جديدا خارجا عن كل مرجعياته الثقافية والدينية والمجتمعية، عبر ما يسمى الدورات الثقافية والتأهيلية، تلاحظ أنه لا يخلو مقر من تلك إلا وصور الامام الخميني شامخة فوق صورة قائد مسيرتهم. رمزية عابرة للمبتدئ، لكنها عميقه لدى المتأمل تكشف عن عمق الولاء والانتماء لهؤلاء الشيعة الجدد من خريجي الشوارع والازقة والكهوف. يقدمون إيران ومراجعها القبوريين كقادة ثورة تصحيحية منقذة للعالم العربي والإسلامي، ويصدرون مذهبهم الجديد "الاثني عشرية كنظرية عقائدية مخلصة، وولاية الفقيه كنظرية سياسية منقذة. في قاموسهم كان الصماد رئسيا يومها واليوم قد أصبح المشاط هو الرئيس، لكنه محكوم بسلطة أعلى منه، يمسك حبالها قائد مختبئ في كهف يقولون أنه قائد المسيرة، ذلك هو خميني اليمن الامامي المتشبث بسلطة ولاية الفقيه وسلطة السلالة. بعد إسقاطهم للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، كان أول هدف للحوثيين هو سرعة افراجهم عن عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني المعتقلين في جهاز الامن القومي بالعاصمة صنعاء بعد اعتقالهم وضبطهم بأدلة دامغة أثبتت تورط ايران في الشؤون الداخلية في اليمن . خلية من الحرس الثوري الإيراني والخبراء تم اعتقالهم في 23 يناير (2013) ضمن طاقم سفينة "جيهان 1" كانت تحمل أكثر من 40 طنا من الأسلحة والمتفجرات كانت قادمة من إيران للحوثيين . بعد 72 ساعة من أسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء تدفقوا بعشرات الاطقم المسلحة صوب جهاز الأمن القومي، وتم الإفراج عن كل الإيرانيين وتدمير كل الأدلة والتسجيلات والاعترافات التي وثقتها الحكومة اليمنية يومها ضد إيران وتدخلاتها في اليمن.. حقا إنهم عملاء مخلصين . قبل عام 2014م وثقت وسائل الاعلام مقتل العشرات من الحوثيين كانوا يقاتلون في صفوف حزب الله في سوريا، كثير منهم لم تعد جثامينهم إلى اليمن،لكنهم يرون ذلك قربانا وشرفا لهم، حقا أنهم أوفياء لحوزات قم ومراقدها . الحوثيون وفي كل أزمة سياسية بين إيران و دول الخليج أو إيران والامريكان، يبرز وجه العمالة لهم عبر تبنيهم لسياسة تخفيف الضغط على إيران، ومحاولة أنفاذهم من أي ضغوط دولية تطالهم،من خلال افتتاح جبهات جديدة لتأجيج الصراع وتوسيعه على أكبر نطاق، كالتصعيد الكبير وإستهداف السعودية بالصواريخ الباليستية ، ومن خلال استهداف الملاحة الدولية في مضيق باب المندب . عانى الحوثيون خلال الأشهر الماضية من شح كبير وعجر في صفوف مقاتليهم، فجاء الرد من أنصار أجنحة أيران في المنطقة بأنهم على استعداد للقتال في صفوفهم، جاء الرد من عميل بغداد لعميل مران بالدعم والمساندة لقتل الشعب اليمني. أنهم في مجمل الامر عبارة عن طابور خبيث،يتفنن في العمالة، وعداوة الشعوب التي ينتمون إليها ويتحولون إلى مجاميع من المرتزقة القتلة،ينسون ثقافاتهم وأعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم ويصفقون لكل ما يحملونه من موروث قادم من "فارس" مهما كان يحمل الكراهية والانتقام. الإعلان الأخير الذي أعلنه المدعو محمد علي الحوثي بوقف التصعيد العسكري في الساحل الغربي قبل عدة أيام، لم يأت من فراغ بل جاء بتوجيهات إيرانية . طهران هددت عمليا بحصار نفط دول الخليج وجعله محصورا بين أركان جزيرة العرب، بعد توعدها بإغلاق مضيق هرمز - الباب الرئيسي للخليج العربي نحو العالم - وعلى الجانب الأخر تكفل الحوثيون بإغلاق مضيق باب المندب عن طريق استهداف سفن النفط الدولية، وبالفعل علقت السعودية مرورها من هناك وفي الطريق كادت أن تلحق بها الكويت . موقف الحوثيين واعلانهم موقف العمليات العسكرية على الساحل الغربي،هو غزل أيراني للجانب الأمريكي وطعم للقبول بالمفاوضات معها وللتراجع عن العقوبات الأمريكية ضدها، وليس حفاظا على الدم اليمني أو مصالح الوطن.... حقا إنهم عملاء بامتياز .
أحمد عايض
عملاء بدرجة امتياز 1113