تأخرت في مطار إحدى الدول العربية بسبب مشكلة في جوازي. عشرات اليمنيين الذين وصلوا المطار بمن فيهم أحد محافظي المحافظات اليمنية اضطروا للوقوف طوابير لفحص جوازاتهم وبصماتهم بشكل كان الإذلال والاحتقار فيه متعمداً. استغرقت الإجراءات أكثر من ساعة ونصف. في ذات الوقت وصلت رحلة أغلب ركابها مواطنون غربيون. لم يكن مسؤولو الجوازات في "الكوانترات" المجاورة يدققون حتى في مطابقة صورهم. ثوانٍ فقط بين استلام الضابط للجواز ووضعه على الطاولة والختم عليه وإعادته مصحوباً بابتسامة وكلمات إنجليزية مليئة بالترحاب وتبادل النكات والضحك مع بعض المسافرين الأجانب. توالت رحلات أخرى من شرق آسيا ومن أوروبا وأمريكا، كان موظفو المطار يعاملون جميع الجنسيات باحترام نسبي أعلاه مع الأجانب ويقل نوعاً ما مع الجنسيات العربية، ولكنه شبه منعدم مع اليمنيين. تذكرت مقولة منسوبة للمفكر البريطاني جورج غالاوي: (من العجيب أنني كبريطاني استطعت أن أعبر الوطن العربي من شرقه إلى غربه دون أن احتاج لتأشيرة.. بينما يحتاج العربي لتأشيرة قد لا يحصل عليها لعبور تلك الحدود من دولة عربية لدولة عربية.. ليتكم تعلمون أن حدودكم هي عليكم فقط ولا تسري علينا وأن أوطانكم وأعلامكم كلها من صنعنا نحن). السفراء والملحقيات اليمنية واعتماداتهم المهولة لو تم توجيه مخصص شهر واحد لإطلاق حملة إعلامية ودبلوماسية لفضح ممارسات بعض الدول تجاه اليمنيين لخرجنا بنتائج إيجابية تحفظ كرامة اليمني في كثير من الدول ومطاراتها ومنافذها. وقد يقول قائل: طيب والممارسات المهينة على مداخل بعض المحافظات اليمنية من سلطات يفترض أنها يمنية ومهمتها حماية حياة وكرامة اليمني لا إهانتها والدوس عليها.. أليست هذه لعنة في وجه الحكومة اليمنية؟ نعم هي كذلك..
أحمد القرشي
شيء مُخزٍ 1055