خرج قائد فيلق القدس الإيراني/ قاسم سليماني، متوعداً أميركا وحلفاءها، بنقل الحرب إلى البحر الأحمر، بعد يومين من استهداف ناقلتي النفط السعوديتين. استهداف ناقلات النفط السعودية ليس قراراً حوثياً، بل إيرانياً، وهدفهم من الضربة الرد على العقوبات الأميركية وتذكير واشنطن بقدرتهم على استهدف مصالحها، هكذا يفهم من تهديد سليماني. قبل أسابيع هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز، ومثل هذه التهديدات الجوفاء تُعجّل بحرب ضدهم، ولهذا كلفوا ذراعهم (الحوثي) للقيام بالمهمة الأخطر في دوامة الصراع الإقليمي. بلا شك، العقوبات الأميركية الراهنة خنقت اقتصاد إيران، وليس أمامهم عدا الهروب إلى الأمام ومقايضة أميركا في اليمن، وهذا التصعيد قد يرتد على وضع جماعة الحوثي في الحديدة. تصاعد أزمة الملاحة في مضيق باب المندب سيكون لها ارتدادات كبيرة، ومن أهمها، ارتفاع أسعار النفط، وتوفير مبررات دخول مدينة الحديدة، وتغيير رؤية الغرب تجاه اليمن ومواقفهم من إيران. قرار السعودية بوقف شحنات النفط وتلويح الكويت بذات القرار، يدفع كبار اللاعبين الدوليين إلى اتخاذ مواقف جدية تتجاوز تعهدهم بحماية الملاحة في مضيق باب المندب. وإذا تزايد الخطر الحوثي/الإيراني ستتوقف حركة الملاحة في البحر الأحمر، وسوف يكون أمام الغرب تحدٍ غير مسبوق جراء توقف تدفق 4 ملايين برميل نفط يومياً المارة عبر المندب. هناك من يعد وقف السعودية شحنات النفط خطوة تكتيكية لحصول التحالف على ضوء أخضر لدخول مدينة الحديدة، وإجبار أوروبا على مساندة عقوبات أميركا ضد إيران، وهذه فرضيات أقرب إلى الصواب. تعد الشركات الأوروبية أبرز الخاسرين من العقوبات الأميركية على إيران، وهدفهم إنهاء مشكلة الملف النووي، ولكن توقف تدفق النفط الخليجي يجعلهم وجهاً لوجه مع طهران إلى جانب أميركا. كما أن تعطيل الملاحة الدولية نهائياً في مضيق باب المندب، هدية للصين الواقعة تحت التأثيرات الهائلة للحرب الاقتصادية الأميركية، كون نفط دول الخليج رئة الاقتصاد الأميركي خاصة والأوروبي عموماً. تقول أزمة الملاحة الراهنة بأن الحل الوحيد لحسم حرب اليمن يكمن في إغلاق مضيق باب المندب مؤقتاً، واستمرار تعليق إمدادات النفط.. واللافت دول الخليج مترددة، وقرارتهم متباينة برغم المخاطر المحيطة بوجودهم قبل غيرهم.
محمد سعيد الشرعبي
الحل في المضيق 1044