على خطى ثورة الخميني، بدأت الجماعة الحوثية بمغازلة اليسار وسرقت خطاب اليسار في اليمن، ثم الناصرين والحديث عن الحمدي والمخفيين من الناصرين إلى حد تسمية شوارع بأسمائهم. كما قربت بعض شخصيات من أحزب قومية واستعطفت الفئات المهمشة وأعلنت مؤقتا من شأن بعض رموزها وهادنت المؤتمر وأشهرت العداء للإصلاح فقط . حيدت كل الأطراف واستغفلتهم وتبنت مطالب شعبية متعلقة بالمعيشة ومكافحة الفساد ورفعت من سقف الخطاب السيادي. ما إن شعرت باستتباب الأمر، بدأت تأكل الأنصار واحداً بعد آخر وصولاً إلى صالح. وأظهرت وجهها القبيح والحقيقي. الوجه السلالي العقائدي. نتذكر الآن تلك الوجوه التي كانت صديقة للحوثية وتبشر بثقة ساذجة بالنعيم على يد الجماعة الفتية والطبقة الثورية النقية ونصيرة الفقراء وبلابلا. ونعرف مصيرهم البائس. ومن لم يُقتل أو يُهان صار يقبل أقدام أفراد الميليشيا. أفلت منها طارق وهو يمتلك من دوافع الثأر ما يكفي. لحسن الحظ أن المجتمع اليمني لم يكن بسذاجة بعض النخب المهترئة، وقرر المقاومة. فالثمن الذي دفعه الشعب الإيراني وما يزال يدفعه مقابل شهوة جماعة عقائدية جشعة ثمن باهظ. بعد أكثر من ثلاثين سنة يجد الشعب الإيراني نفسه مفقراً وهو الغني بثروات وعقول وأرض. شعب محاصر خارجياً ومطوق داخلياً بعشرات الأجهزة الاستخباراتية. وتراجعت الحريات وازدهار الناس ومكانة المرأة والتفكير الخلاق مراحل عديدة. سُخرت ثروة الإيرانيين لإثارة الحروب والخراب في دول الجوار وإشعال حروب طائفية. وعوضاً عن أن تتوفر العدالة الاجتماعية وتقلص التفاوت في إيران عملت الخمينية على فرز المجتمع سادة وتابعين. وتعذبت الأقليات. وأجهد المجتمع في معارك متعددة متتالية. ليس الشعب الإيراني فقط من يهوي. لحقه شعب العراق الدي تحول بعضه الى ماسحي أحذية الحجاج الإيرانيين وهو شعب عريق. وبعده تشرذم وشرد وقتل الشعب السوري. واللبناني ليس ببعيد او بحال أفضل. والشعب اليمني يتعرض للويلات. الوصفة التي اتبعها الحوثي كانت تقودنا الى المصير نفسه. اجهاد المجتمع في حروب ومشاحنات ونزعات طائفية. تتحول الحياة الى حصار ورقابة ومناسبات دينية لابتزاز الشعب. خلق دولة داخل الدولة تأكل وتسمن بلا رقابة ولا حساب. بينما البقية يموتون جوعا وتشرداً. الذين يعيشون في مناطق سيطرة الحوثي يعرفون الوضع اكثر من غيرهم. اليد الخمينية هذه هي يد اثمة تحل معها اللعنات على الشعب الذي تصل اليه. ولعنة الشعب اليمني الخمينية هي الحوثية.
مصطفى الجبزي
على خطى ثورة الخميني 1239