لا ينقص معركة الحديدة القوات العسكرية الكافية لحسمها وقد أصبحت القوات المشتركة على مشارف المدينة، إلا أن الأمر يتطلب أن تكون المعركة سريعة وخاطفة للتقليل من الخسائر في صفوف المدنيين، ولضمان تشغيل الميناء في أسرع وقت بعد حسم المعركة، كونه الميناء الرئيسي للمحافظات الشمالية ذات الكثافة السكانية الأكبر. ولذلك أظن أن ما يؤخر حسم المعركة، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمبعوث الدولي لإنجاز اتفاق يضمن انسحاب الحوثيين دون حرب، وهو أمر مستبعد. الحاجة لتجميع أكبر قدر من القوات لتكون قادرة على تأمين المدينة وتخومها لضمان تدفق البضائع للمحافظات الجبلية، والحاجة أيضا لأكبر قدر من القوات المدربة على حرب المدن لحسم المعركة سريعاً في المدينة ما يضمن تفعيل الميناء في أسرع وقت. المتابع لاستعدادات التحالف العربي والقوات المقاتلة تحت قيادته يلاحظ العمل على تعزيز هذين الأمرين من خلال الدفع بالعديد من القوات الجديدة والمدربة للجبهة إلى القوات المشتركة. قوات الحماية الرئاسية التابعة للرئيس هادي، وكذلك القوات الجديدة من المقاومتين التهامية والجنوبية، والمقاومة الوطنية بقيادة طارق عفاش. بقاء المدينة تحت سيطرة الحوثيين هو ما يفاقم من سوء الوضع الإنساني كونه يعطل النشاط الاقتصادي للمواطنين الذي يعتمد على التجارة، والإيراد والتصدير وخاصة للمملكة السعودية من منتجات سمكية وزراعية. ولا حل لمعالجة المسألة الانسانية الا بالتحرير، وذلك ما لمسته المناطق المحررة التي استعادت نشاطها الاقتصادي القائم على تصدير المنتجات السمكية والزراعية كمديريتي الخوخة والمخا على الساحل الغربي.
عبدالله دوبله
ما الذي يؤخر حسم معركة الحديدة؟! 1174