في الوقت الذي غابت الحكومة، والمسؤولون، والمُنظَّمات عن مدينة تعز المنكوبة من قِبَل الجميع كان لأبناء، وبنات تعز وهج التضحية والنِّضال، لكن لم تقتصر هذه التضحيات على الرجال فقط، فقد كان لفتاة تعز الدور الأكبر إلى جانب شقيقها الرَّجُل.
رِهام مثال يتجسَّد في تاريخ الوطن فليس بغريب على تعز هذه المسيرة النضالية، والكفاحية فقد قدمت تعز العديد من الشهيدات منذُ انطلاقة ثورة فبراير.
رهام البدر الفتاة التي اقتبست من أسماء النور فأضاءت سماء الحالمة في وعكة الظلام عملت ليلا ونهاراً في الرصد، والتوثيق، والدعم، والمساندة منذُ بداية الثورة الشبابية السلمية 2011 م بكفاح، ونضال، وصمود، وإصرار إلى أن ارتفعت شهيدة في 2018مـ على يد قاتلين لا وجود للحياة، والرحمة، والإنسانية في تاريخهم الأسود مكان.
فلقد كانت حسن السيرة والسلوك، لم تذم أحداً طيلة مسيرة حياتها، وكانت معي في العديد من المنتديات الاجتماعية بمواقع التواصل الاجتماعي فلم أرى منها إلا كل جميل.
عشقت الصمت، والعمل الدءوب حتى أصبحت تلك الأعمال، والأفعال خير شاهدٍ لها.
اليوم أصبحت كل وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث، وتسرد قصص تلك الفتاة العظيمة، كانت تسطرها رِهام بالخفى حتى أصبحت خلال يوم واحد اعشق هذه المواقع واتنقل بينها كـ النحلة لأرتشف منها بعض المواقف الخالدة وكأنني لأول مرة أعرف هذه الفتاة فلقد كان لها في كل شبر من تعز ألف بصمة كيف لا وهي لم ترافق في مسيرتها إلا أناسا مخلصين عشقوا الوطن بكل ما فيه فقدموا أنفسهم فداء له.
الشهادة هي أُمنية كانت تتمناها رِهام صدقت الله فصدقها ولحقت بركب زملائها في قافلة الشهداء. أكتب، وأعلم جيدًا أن كتاباتي هامش في صفحات مسيرتكم النضالية ولكني أُحاول بهذه السُّطور أن أزيح القليل من الوجع الجاثم على قلبي، فلعل تساقط الدموع أثناء الكتابة تخفف عما يثور بداخلنا من ألآم فلست إلا فتاة لا أجيد التعبير في كثير من المواقف فكيف بهامة وطنية تجسد تاريخ مدينة بأكملها، فعذرا يا بدر تعز فما بعدك إلا ظلام دامس لن نرى فيه إلا عدو الإنسانية، سنواصل مسيرتك في وجه كل معتدي، وظالم ليعلم الجميع أن رحيل رِهام خلف ألف رِهام من ألم أعتصر قلوب كل فتاة حرة ليس بتعز فحسب وإنما في الوطن أجمع بعملكم القبيح لن تشعلوا إلا نيران الانتقام في قلوبنا، ولن تجنوا منه إلا الصمود والنضال إلى أن نلحق بركب من رحلوا فلم تعد للحياة معنى فإما العيش بسلام أو الموت بعز، ورفعه..
السلام على روحكِ الطاهرة التي أيقظت فينا نخوة الوطن، وصحوة الضمير .
وجهنم الحمراء للقتلة، والبغاة، والمعتدين