;
فيصل علي
فيصل علي

الوديعة السعودية وحكومة الإنقاذ.. دعوة للتقشف! 1131

2018-01-21 20:02:39

جاءت الوديعة السعودية التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبد العزيز، بعد النداء المخلص الذي وجهه دولة رئيس الوزراء الدكتور/ أحمد عبيد بن دغر، لإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار الكلي، الوديعة عززت الاقتصاد وأوقفت الانهيار وعززت الثقة اليمنية -حكومة وشعبا- بأن المملكة لن تسمح بانهيار الاقتصاد اليمني، المملكة جادة في إنقاذ البلد من دعم السياسة والاقتصاد إلى دعم الجيش الوطني، لا يستطيع أحد أن يزايد على هذا الموقف الكبير من جلالة الملك تجاه الشعب اليمني، يتحدث البعض أن المملكة لديها مصالح وأطماع في اليمن! أما الأطماع فتكذبها الوقائع والمواقف المشرفة للملك وولي العهد، وأما المصالح المتعلقة بالأمن القومي العربي وأمن اليمن جزء من أمن المملكة واستقرار اليمن يعني استقرار الخليج والقرن الإفريقي، ويحمي مصالح العالم وخطوط الملاحة الدولية، فهي مصالح مشروعة ومطلوبة وتؤكد عليها السياسة والاقتصاد والجغرافيا وحسن الجوار.
 كان البنك المركزي اليمني قد تلقّى "تأكيداً بقيام السعودية إيداع ملياري دولار في حساباته الخارجية"، وذلك لدعم استقرار العملة اليمنية، التي شهدت انهيارا غير مسبوق في الأيام الماضية .. علينا التذكير بأنه عندما انقلبت الهاشمية السياسية على الدولة والشعب كان سعر الدولار الواحد يساوي 215 ريال يمني، واوصلته بعد نهبها للبنك المركزي وحساباته في الداخل والخارج وصولا إلى نهب البنوك المحلية ومحلات الصرافة ومحلات الذهب إلى 560 ريالا للدولار الواحد، يتحدث الناس والمتخصصين في الاقتصاد عن عوامل كثيرة لانهيار الريال مقابل الدولار، لكن السبب الرئيس لكل الانهيار الحاصل في اليمن هو الانقلاب الذي أفرزته الهاشمية السياسية في أواخر عام 2014، كنتاج لعمل دءوب منذ سبعينات القرن الماضي لعودة السلالة إلى الحكم تحت مسمى الجمهورية بعد أن أيقنت أن مفهوم الإمامة قد اندثر للأبد.
 الحكومة التي يترأسها دولة رئيس الوزراء الدكتور/ أحمد عبيد بن دغر، هي حكومة إنقاذ وطني -إن جاز لنا التعبير- وبرغم العنت الذي تواجهه من قبل البعض إلا أنها أثبتت حضورها وفعاليتها، ومحاولاتها قوية وممنهجة ومستمرة لتحسن الأوضاع في البلد الذي أنهكته الحرب التي قادتها مليشيات الهاشمية السياسية، وكون رئيس الحكومة محل إجماع واحترام الجميع محليا وإقليميا ودوليا بما يقوم به وحكومته من مهام وطنية في حالة شديدة التعقيد، إلا أن عليه وعلى حكومته وعلى الشرعية عموما القيام -فيما يتعلق بمنع الاقتصاد من التدهور- إتباع الكثير من السياسات التقشفية، فالبلد في حالة حرب.
 وقبل الحديث عن إرشاد الإنفاق الحكومي والتزام سياسة التقشف القصوى، علينا دعوة بقية دول الخليج للمشاركة في التحالف لدعم الاقتصاد اليمني وتعزيز الريال بإيداع ملياري دولار من قبل كل دولة كما فعلت المملكة العربية السعودية، فاقتصاد اليمن وأمن اليمن من الخليج، ومسالة الاقتصاد متعدية والشعب اليمني يعاني فقد شردته مليشيات الهاشمية السياسية في الداخل والخارج، الجوع البطالة والفقر بشكل عام ينتج أزمات طويلة المدى ويساعد المليشيات على البقاء، فهي قد نهبت المال العام والخاص وتتلقى دعما مباشرا من طهران، كما أن التنظيم الدولي للهاشمية السياسية في كل دول العالم يرفد هذه العصابات بالدعم، والذي يتم استخدامه في تجنيد الأطفال وإطالة آماد الحرب، إن عمليات غسيل الأموال التي تقوم بها شبكة الهاشمية السياسية حول العالم تثير المخاوف من إطالة الحرب، وبناء عليه يجب أن يكون هناك قرارا يمنيا خليجيا يقضي بملاحقة هذه الشبكات عبر الانتربول الدولي في ماليزيا وإندونيسيا وكندا وتركيا وغيرها من الدول حيث يتواجد أفراد هذه الشبكة ويعلمون بوضوح، كما أن قيام دول الخليج العربي بدعم الاقتصاد اليمني وتخفيف الفقر والمعاناة عن الناس في اليمن سيقطع الطريق على الهاشمية السياسية التي تقوم بتجنيد الأطفال والقبائل في حرب تستنزف اقتصاديات التحالف، وسيعزز دور الحكومة اليمنية على تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وبعث رسائل إيجابية للمواطنين القابعين تحت وصاية مليشيات الهاشمية السياسية.
 الشرعية والحكومة بحاجة إلى سياسات أكثر جدة وتقشفا، لست هنا بصدد تقديم النصح لأحد بقدر ما أنا بصدد رفع جاهزية السلطات اليمنية لمواجهة الأزمة بصلابة وشدة، إن إيقاف العبث والتعيينات يعزز ثقة الشعب والأمة اليمنية بصدق السلطات، لماذا لا تطبق سياسة أكثر تقشفا والاستغناء عن كل الزوائد؛ يكفي وزير بدون نواب ولا وكلاء ولا وكلاء مساعدين في كل وزارة، ليس مهما تحسين أوضاع بعض الأشخاص بينما أوضاع الشعب مأساوية، اثبتوا لأنفسكم ولشعبكم وللجيران والتحالف أنكم حقا تعانون، أما أن يكون انفاق الحكومة على التعيينات يوازي انفاق بعض دول الخليج ويفوقه من حيث حجم وعدد الوظائف العليا، فهذا شيء مؤسف للغاية، كما أن ارسال الفائض من هؤلاء النواب والوكلاء إلى جبهات القتال وخطوط النار المتقدمة في الجبهات سيعزز ثقة الناس بصدقهم وانهم يضحون لأجل الوطن، لا يتضجر الشعب من صرف مرتبات الجيش الوطني بل إن الشعب مستعد على ربط بطنه من الجوع لو دفعت مستحقات الجيش وتحسن الإنفاق العسكري حتى يتحقق النصر، لكن لا أحد يقبل الجوع لأجل حفنة وكلاء ومستشارين لا يقدمون شيئا ويؤخرون الحكومة عن أداء مهامها.
 هذه حكومة إنقاذ وليست حكومة تسمين قطط، في عهد الرئيس السابق الذي اتهمناه بالفساد وخرجنا ضده كانت البعثات الدبلوماسية في الخارج لحكومته لا تتعدى خمسة أشخاص في كل سفارة، اليوم لا تقل أي بعثة دبلوماسية عن 15 شخصا، بعض الدول أوقفت اعتماد المزيد من الدبلوماسيين اليمنيين والفتت انظار السفارات بهذا الخصوص، هل هذه شرعية انقاذ وسلطة تواجه حربا سياسية واقتصادية وعسكرية؟ هذه الحرب وجودية وليست عبثا، إنها حرب هوية وكرامة وتأسيس دولة على انقاض دولة هدها الفساد ونخرتها مليشيات الهاشمية السياسية شمالا وجنوبا منذ السبعينات، علينا أن ندرك ما الذي يحصل بالضبط، يكفي وجود سفير في كل سفارة يمنية وتكليف حرمه المصون -أو العكس- بالقيام بدور سكرتارية السفارة وانتهى الأمر، الاقتصاد هش لا يتحمل سكرتير أول وثاني وعاشر وقنصل ومسميات ملاحق بلا ملحقيات.. العبث لا يولد انتصارات وتعزيز البطالة المقنعة لا يساعدنا على الخروج من الأزمات، أنا أعلم أن الموظفين إياهم سيتفهمون قيام الشرعية بدعوتهم للعودة إلى الداخل والذهاب إلى الجبهات، فهم أناس يعرفون معنى التضحية وما كان في مصلحة الأمة اليمنية يجب أن يكون مرحبا به من الجميع.
 تعزيز الاقتصاد الوطني بتشغيل القطاعات الإنتاجية من الموانئ إلى تصدير النفط والغاز والعمل الجاد على توطين بدائل أقل إنفاقا للحصول على الطاقة وتوليد الكهرباء عبر ما يسمى بالطاقة البديلة من الرياح والطاقة الشمسية سيحسن الخدمات، كما أن شراكة القطاع الخاص في خلق حلول واقعية لمشكلات الاقتصاد يجب أن يكون من أولويات حكومة الإنقاذ، البلد في حالة حرب لا نعلم إلى متى ستستمر، علينا المشاركة في إيقاف النزيف والهدر الاقتصادي، والمحافظة على أرواح الناس وشرفهم وكرامتهم وإنقاذهم من الذل والتسول أو الذهاب جنودا بلا عودة في صفوف مليشيات الهاشمية السياسية، وهي المستفيد الوحيد من حالة الفوضى والحرب والفقر فكلها عوامل تساعدها على البقاء والسيطرة والتمدد وتجنيد المرتزقة والأطفال والعاطلين عن العمل. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد