لم تكن الأيام القليلة الماضية عادية في حياة اليمنيين ..فقد كانت من أسوأ ما سطرته الأحداث في تاريخ اليمن رمت فيه المواطن اليمني البسيط والمتوسط عن قوس واحدة حتى شعر بأنه تائه بلا وطن بلا عملة بلا يمن بلا يمن يا الله ما أتعسها من لحظات! لسان حاله ومآله يقول إلى أين المفر؟! ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه كان تائه بين حكومة عاجزة وساطور العصابات الإجرامية والتشكيلات الأمنية التي لا يرى إلا خلافاتها التي تزيده خوفا إلى خوفه .. تلاحقه المصائب والمصاعب من فوق وتحت وجنب ..حتى أنه ليتخيل شبح الموت يهدده: ستراني في تدهور الريال ستراني في صراخ أطفالك من الجوع والعوز .. ستراني في وجوه المسؤلين الذين لا يجيدون إلا الظهور أمام الشاشات أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليفصلو لك من الهواء قمصان ..
البس ما شئت فالبرد سينخر عظامك جراء شتاء الأحداث القارس .. سهام الغلاء ستخترق جسدك المنهك مهما كانت الوقاية سيتم اختراقه و تدمير مواده الواقية و ستصبح تزحف على بطنك بحثاً عن أي ملجأ أو مغارة لتتقي بها شرّ ما يحدث آه كم يؤلمني جرحك الدامي وكم يؤلمني عوزك حين اتخيلك وعيونك تلتصق بالسماء حين تقطعت بك أسباب الأرض في ظل أوضاع لا ترحم ..
ما العمل! لا ندري من يتحمل المسؤلية الأخلاقية قد لا ندري!؟ لكن الذي أثق فيه أنك تؤذي من أوصلك إلى هذا المأزق حين تفوض أمرك إلى الله قائلاً : يا رب انتقم ممن ظلمنا .. كان انهيار العملة كابوس ..لكنه كابوس مزعج .. لا تصحو منه إلا على نتائجه الكارثية على الوطن والمواطن .. صاعقة ..كان أبطالها و أفعالها مجهولون معلومون في آن واحد .. المشهد لا يزال مستمرا الأحداث لا زالت محتدمة العرض لا يزال متواصل و قد بدأ من الآن من الأمس بل من الماضي الحاضر ..استعدّوا لأيام إن لم نتدارك بعضها فستكون أيام لآكلي لحوم البشر ..!
فهل من مغيث ؟!