لا تحتاج اليمن إلى معجزة سماوية أو ليلة قدرية كي يستقيم عودها ويصلح حالها ويرتاح أبناؤها ولا تحتاج اليمن إلى ملائكة تتنزل عليهم من السماء كي يفرعوا بين مشاكلنا وينهوا معاناة اليمنيين ويحولون عُسر اليمن الدائم إلى يُسر وخير كل ما تحتاجه اليمن هو مسؤولين حقيقيون يمتلكون ضميرا حيا ويرتكزون في إدارة أعمالهم لضمائرهم الوطنية، لا مسؤولين قولاً وشكلاً فقط بالكراسي والمناصب وافتقادهم للضمير الوطني الذي سترتكز عليه أدلرة شؤون هذا البلد.
مشكلة اليمن أن غالبية مسؤوليها فهلويين أكثر من كونهم مسؤولين ووطنيين وبالتالي فان كل أعمالهم في البلد تقوم على مبدأ الفهلوة ولا تنطلق من مبدأ المسؤولية نهائياً، فتجد في الوقت الذي تتضاعف فيه مأساة اليمنيين ويتضاعف فقرهم وينهار اقتصادهم الوطني، تجد في المقابل مسؤولين هذا البلد تزداد ثرواتهم وتتضاعف ممتلكاتهم وترتفع أسهم أرباحهم الاقتصادي.. الأمر الذي يدل معه دلالة قاطعة أن مسؤولي هذا البلد لا علاقة لهم نهائياً بوضع البلد ولا يوجد في أجندتهم العملية موضوعاً أو عنواناً اسمه اليمن.
منذ القدم وجميعنا يعلم أن اليمن ليست دولة فقيرة بثرواتها، لكن اليمن دولة فقيرة بمسؤوليها الذين ما أن تولى أحدهم المسؤولية إلا وسارع لتوسيع ثروته الشخصية مقابل توسيع دائرة الفقر لأبناء هذا الوطن ويعمل جاهداً دون كلل أو ملل لرفع رصيده المالي على حساب انهيار الاقتصاد الوطني ويتحول الوطن لدى هؤلاء المسؤولين الى شركة استثمارية يستثمرون عبر خيراته وثرواته لصالح حسابهم الشخصي ولا علاقة لهم باقتصاد اليمن ووضعه واستقراره لا من قريب أو بعيد.
أيها اليمنيون جيبوا لي فقط مسؤولا واحدا في هذا البلد يهم آخر الليل حق إيجار مسكنه وحق رسوم الدراسة لأبنائه وحق قيمة العلاج لأسرته وحق قيمة قطع الغيار لسيارته وحق كسوة العيد وحق راشان البيت وحق وحق وحق... الخ..
طيب يا جماعة الخير جيبوا لي بس مسؤولا يمنيا واحدا من عام 1990 م حتى يومنا هذا لا يزال يسكن شقة إيجار ولا يمتلك فللة أو قصراً.
باختصار شديد والله لو يتم رفد البنك اليمني بمائة مليار دولار ما شتتخارج اليمن في ظل وجود مسؤولين يرتفع زئير شخيرهم ويهز هزوز أركان منازلهم ولا يهتز لضميرهم أدنى شعور بالمسؤولية تجاه مأساة ومعاناة 30 مليون مواطن يمني.
اليمن بحاجة إلى مسؤولين وطنيين مخلصين يسألون أنفسهم قبل النوم سؤالاً واحداً :*
*اليمن إلى أين ؟!!*
*إن توفر لنا هذا النوع من المسؤولين فابشروا بخير يا معشر اليمنيين*.