كل يوم جريمة أو اعتداء أو انتهاك يطال المدنيين في مدينة تعز على مرأى ومسمع من الجميع في ظل استمرار تغييب مؤسسات الدولة.
ضاعف طول أمد الحرب في تنمر عصابات مسلحة، بعضها، تحضي بدعم ورعاية من قيادات عسكرية وأمنية، وضحاياهم في الغالب مدنيين.
بعد ثلاثة أعوام حرب وحصار وانفلات أضحت هذه العصابات سلطة أمر واقع في المدينة جراء تغييب مؤسسات الدولة، أولها، الشرطة المنتشرة دائما في كشوفات الرواتب وجروبات الواتس آب.
ولكل عصابة تخصصها، أبرزها، عصابات الاغتيالات، ونهب الأملاك الخاصة والعامة، والسيطرة على منازل المغتربين والنازحين والمؤسسات، وفرض الإتاوات على المحلات التجارية، ومتعهدي الأسواق ونهابه الكيبلات.
ولكل طرف عصاباته، بعض القادة العسكريين لديهم عصاباتهم، وقيادات مقاومة تحمي وتحرك عصابات، وعصابات تتدثر برداء التطرف لإثارة رعب الضحايا والخصوم في قلب الجحيم.
والكارثة غالبية مسلحي العصابات المتنمرة جنود مرقمون في الجيش والأمن وتفرغوا للقتل والنهب وجباية الأسواق والتجار ومصادرة الأملاك برعاية وحماية قيادات ظاهرة ومستترة.
منذ البداية شاركت غالبية القيادات والأحزاب في تغييب مؤسسات والاعتماد على العصابات المتنمرة لحماية مصالحهم وتنمية ثروتهم بنهب الإيرادات والأملاك الخاصة والعامة وابتزاز التجار.
وفتح كل طرف مسلح سجونا ومحاكم خاصة ومازالت قائمة حتى اليوم بدلا من تفعيل مؤسسات الدولة، أولها الشرطة، من أجل القيام بواجباتها في حماية حقوق وحريات المجتمع.
واجهت- خلال العامين الماضيين- نخب التستر عن الجماعات المسلحة والمتطرفة بحكم قناعاتي بخطورة الانفلات الأمني على الحاضنة الشعبية وأدركوا اليوم صواب موقفي تجاه صمتهم المشين.
وبعد ثلاثة أعوام من الصمت والخوف بدأ المجتمع التعزي بالخروج ضد القتلة واللصوص الذين عاثوا قتلا وفسادا وسط المدينة، وأظن الاحتجاجات لن تتوقف عند قضية واحدة بل ستشمل الجميع .
والخيار الوحيد الآن تحويل كل انتهاك وجريمة إلى قضية رأي عام، والنزول الدائم إلى الشارع لمواجهة إجرام العصابات المسلحة والمتطرفة التابعة لمافيا الانفلات والفساد بعيداً عن التوظيف السياسي.
بالمختصر، نريد ثورة ضد العصابات المسلحة والمتطرفة بكافة أنواعها وتوجهاتها من أجل تعزيز حضور الدولة في مدينة تعز التي يعاني أهلها ويلات حرب قذرة منذ ثلاثة أعوام.