(1) على رسلكم أيها المتظاهرون الغاضبون من حادثة جنائية بحتة، إنما هي الأقيوس بلاد المائة شهيد، ومئات من الجرحى والمعوقين، وخلائفهم الأرامل والأيتام والبؤساء بلا حساب، وهم صامدون في الجبهات مقاتلون حتى الساعة، ولو أعددت كشفاً أولياً بأسماء شهداء الأقيوس الأرقام الصحيحة والوجوه الخيرة والوجاهات الاجتماعية الذين قضوا نحبهم لتفاجأ العقلاء بهول التضحيات التي قدموها سخيّة، ومنهم من ينتظر في ساحات الوغى، وما بدلوا تبديلا، وليس في هذا الكلام منا ولا إتباع أذى، وإنما هي رسالة لأهل الأهواء والإيذاء، أولئك الذين تجرهم الأحداث الآنية الفانية المقدَّرة فيتنكرون للرصيد التاريخي الحميد لهؤلاء أو أولئك، فلا ينظرون إلا إلى بين أقدامهم المُغْبرّة فيخلطون عملا صالحا وآخر سيئا يصب في قنوات معادية للجيش والمقاومة.
(2) على رسلكم أيها المتجمهرون على المخلاف، الساخطون على أبنائها الخارجون لغيركم بذلك الاستغلال، إنما هم أشاوس المخلاف وأبناء شرعب الأبطال في الصفوف الأولى نفروا خفافا وثقالاً في يوم النداء الأول للفداء، وللدفاع عن حياض تعز منذ اللحظة الأولى للجهاد والمقاومة، فكانوا كالجراد المنتشر في المدينة والمديريات وجبالها ووديانها وهضابها وتبابها، وبين الأحجار والأشجار والرمال والجبهات والطخوم والصخور والمتارس، ولم يرجع الأحياء منهم إلى ذراريهم وأرحامهم في مناسباتهم الدينية والوطنية والشخصية حتى الانتصار أو الشهادة.
(3) هؤلاء عاهدوا لله على أنفسهم بالجهاد والمقاومة، وضربوا في الوفاء أروع الأمثلة في السمع والطاعة والصمود والاستبسال الأسطوري، صبر ومصابرة ومرابطة وطول نفس وبال، ودماء تسال وأنفس تزهق في سبيل الله ثم الوطن وتعز والعيال، ثبات وفداء بين حر النهار في الصيف مقطوع الوصال، وبرد في الليل قارس في شتاء شديد المحال، ثلاث سنوات خلت بعد أن شدوا الرحال، على قليل من المؤونة، حفنة من الرز وشربة ماء وخمسمائة ريال، ثم جهاد ومقاومة حماية ودفاع عن بيضتكم وكرامتكم ودينكم وحريتكم وشرف الرجال، فماذا دهاكم اليوم يا قوم ولماذا هذا المآل؟!
(4) على رسلكم أيها المحتشدون المتظاهرون الصارخون والناقمون والكاتبون على معسكر العز ولواء الوفاء والشرف، فإلى أين أنتم ذاهبون ساهون لاهون، وماذا أنتم قائلون وكاتبون، إنما هو اللواء 22 ميكا المعسكر الأول للشرعية ونواة الألوية العسكرية والأمنية في تعز جميعا لأنه تأسس من الصفر، فهو قوام عزتها، ومحور قوتها، وقطب رحاها، إنما هو اللواء22 ميكا صمام الأمان والاستقرار للمدينة، وسطها، وشرقها، وغربها، وشمالها، وجبالها الشاهقة، ومؤسساتها الحكومية والأهلية، يكافح العفافيش، ويقاتل الحوافيش، ويطارد الخافيش، ويردع الطوابير المتخلفة عن الركب الشرعي، ويحاصر جماعات الإرهاب في كل ثكنة وسرداب، إنما هو اللواء 22 ميكا الدافع للثمن الغالي والباهظ للجماعات الخارجة عن القانون وذلك باغتيال وفقد أغلى ضباطه وأفراده وعساكره فداء لتعز وأبناء تعز وأمن تعز الذين بلغوا بالمئات ما بين قادة وجنودا.
(5) على رسلكم أيها الهُتافيّون الجاهرون بالسوء والشر والرذيلة بالصوت والكلمة، المبتدعون شعارات ما أنزل الله بها من سلطان إلا سلطان الأعداء والشيطان، فلم يكن اللواء 22 ميكا في يوم من الأيام عصابة، ولا عزلة، ولا منطقة، ولا مديرية، ولا قبيلة ولا عصبة أو عصبية، إنما هو الجيش والدولة والجنود والوطن والمؤسسة العسكرية الحكومية الشرعيّة، والشخصية العسكرية الكفؤة الجامعة بين قوة القيادة وتميز الريادة والشجاعة والإقدام والعزم والإرادة، المناضل الرمز العميد الركن صادق علي سرحان المخلافي الشرعبي التعزي الوطني اليمني العربي المسلم، فما كان هذا الرجل يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا إرهابيا ولا عميلا ولا خائنا، إنما هو المؤمن بالله، المسلم لربه من قبل ومن بعد، المدافع بنفسه ولوائه عن دينه وشرعه، وشرعيته، ووطنه، وشرفه العسكري ابتداءً.