بإيحاءات غير بريئة محشوة بالتشكيك والتخوين تجاه أبناء تعز، حيث تنطلق سهام الغمز واللمز والتشكيك والتخوين من بعض أبناء المحافظات الأخرى في إيحاءاتهم السلبية التي تنتهي غالباً بسؤال لماذا لم تتحرر تعز حتى الآن؟.
ورداً على أولئك المتسائلين الغير حسني النية في توجيه أسئلتهم المُلغمة بالازدراء والسخرية والتهكم فإننا نقول لهم:
محافظة تعز هي أولى المدن التي تحررت من الذل والعبودية والانبطاح ضد النظام السابق في عام 2011 ولم تبارح ساحة حريتها حتى بعد إسقاط النظام السابق..
وعقب أيلول الأسود لانقلاب الانقلابيين في 21'سبتمبر 2014 كانت تعز أولى المدن التي تصدت للمد الحوثي ووقفت أمامه وكانت السباقة إلى إعلان حريتها والحفاظ على كرامتها من خلال إعلانها الحرب ضد الانقلابيين وعدم السماح لهم بالدخول لمحافظة عدن عبر منافذها وتصدى شبابها آن ذاك للانقلابيين بمظاهرات ومسيرات سلمية أمام مبنى الأمن المركزي سابقاً في تعز وسقط إثر ذلك 15 مواطناً من أبناء تعز برصاص مليشيات الانقلابيين ليعلنوا عقب ذلك بإعلان الحرب ضد الانقلابيين وعدم السماح لهم باحتلال مدينة تعز والتحكم بتفاصيل حياتها.
قد تتأخر محافظة تعز في تحرير ما تبقى من مناطقها وأراضيها ودحر الانقلابيين منها، وقد تكون محافظة تغز ربما آخر المدن اليمنية التي سيتم تحرير أراضيها كاملة، لكن أبناء تعز وأبطال جيشها منذ البداية أعلنوا حريتهم ورفضوا الخنوع والذل والعبودية والانصياع لحكم الحوثي خلافاً لكل المحافظات الأخرى فثاروا ضد الحوثي وأعلنوها حرباً ضد الانقلابيين.
اليوم محافظة تعز هي المحافظة الأولى التي تنعم بالحرية والكرامة والشموخ رغم استمرار الحرب فيما بينها وبين الانقلابيين منذ ثلاثة أعوام ورغم استمرار استيلاء الانقلابيين على أطرافها ومنافذها.
إلا انه رغم ذلك تظل تعز صاحبة المركز الاول الحاصلة على شهادة الحرية والنضال.
تعز لم تعلن حربها ضد الانقلابيين من اجل تحرير مناطق ومديريات تعز فقط بل أعلنت تعز الحرب والنفير العام من اجل اليمن كله ومن اجل الدفاع والحفاظ على النظام الجمهوري ومن اجل تحرير الوطن كاملاً من أقصاه إلى أقصاه.
لم يتخندق أبناء تعز خلف متارس مدينتهم فقط من أجل تحرير مدينتهم ودحر أعدائها بل توزع أبناء تعز على كل جبهات القتال في كل المدن اليمنية يحملون هدفاً وطنياً لليمن كله يتمثل في تحرير الوطن واستعادة النظام الجمهوري فتجد في قوائم شهداء كل المدن اليمنية أبناء تعز يتصدرون قوائم الشهداء وتجد أبناء تعز في كل جبهات القتال الوطنية يتصدرون قوائم الجرحى وتجد أبناء تعز يحاربون في مقدمة الصفوف في كل الجبهات من اجل اليمن بأكملها لا من أجل تعز فقط.
من تتصدر اليوم على مستوى المحافظات قوائم الشهداء وقوائم الجرحى فمن دون أدنى شك بأن تلك المحافظة هي صانعة الحرية وصاحبة الامتياز في حمل المشروع الوطني والدفاع والحفاظ عنه.
تعز المدينة الوحيدة التي لم تطأطئ رأسها وتفتح أبوابها للانقلابيين فكانت السباقة لرفع شعار الحرية ورفع شعار الكرامة وشعار كلنا مقاومة في الوقت الذي نكست معظم المحافظات رؤوس أبنائها خوفاً من أن تنالهم رصاصات الانقلابيين ورغم ذلك لم تسلم رؤوسهم رغم كل الخنوع والانبطاح، فسقطت حريتهم وكرامتهم ابتداءً لتسقط بعد ذلك أرواحهم رخيصة بدون ثمن.
اليوم تعز تدافع عن الوطن بأكمله ومن اختارت أن تتولى قيادة النضال في كل الجبهات الوطنية وتتقدم الصفوف وتتقدم قوائم الشهداء والجرحى من أجل تحرير اليمن بأكمله فلا ضير في سبيل ذلك أن تقدم كل التضحيات الجسام حتى يتحقق هدفها العام والسامي في تحرير كل اليمن.
تعز.. تاج النهار وراية النضال وصاحبة الامتياز في الحرية والكرامة والصمود وتأخير تحرير تعز ليس تخاذلاً وتهاوناً من أبنائها فلو ترك أبناء تعز جبهاتهم القتالية في المحافظات الأخرى وعادوا والتحموا بإخوانهم في جبهات مدينتهم لتحررت تعز في ليلة وضحاها ولكن يخاف أبناء تعز أن يتركوا جبهات قتالهم في المحافظات الأخرى ويعودوا لمدينتهم ليحرروها فتتحرر تعز وتسقط مقابل ذلك بقية المدن الأخرى في يد الانقلابيين بكل يُسر.
ولأنها تعز فقد فضل أبناؤها ورجالها ومقاتلوها وأبطالها أن يكونوا يمنيين لليمن كله لا تعزيين لتعز فقط فكان نتاج ذلك تحرر بعض المدن الأخرى وتأخر حسم تحرير تعز حتى الآن.