(36) تعز أنجبت الرِّجال في كل مجالات حياتها العسكرية والمدنية، وُلِدُوا كباراً، وعاشوا لها بإخلاص، ومن أجلها عظماء، وبذلوا الغالي في سبيل عقيدتها وثقافتها وأخلاقها وعزتها وشرفها مرارا وتكرارا، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ليُستشهد أو ينتصر، وفي الحالين فلاح وفوز وانتصار بإحدى الحسنيين، هم على ذلك من قبل ومن بعد، وما بدلوا تبديلاً! وفي مقدمة هؤلاء وجدنا في السنوات الأخيرة عسكريين وأمنيين أبطالا أفذاذا بعضهم تقلد مناصب عسكرية وأمنية عليا في أحلك الظروف وأصعبها وقد سردناهم سابقا، وأذكر هنا البعض، مثل العميد/ محمود المغبشي، الذي قاد إدارة أمن تعز وشرطتها العامة وأدى مهمته بكل قوة وتحمّل مسؤوليته بكل حنكة واقتدار حتى آخر نفس من روحه وحياته رحمه الله تعالى، في حين تلاشى كثير في مجاله وتركوا تعز وراءهم ظهريا تحت ظل ضغوطات وحسابات خاطئة، وجاء من بعده خير خلف لخير سلف العميد/ محمد عبدالله إبراهيم المحمودي، الكفاءة العالية، والقدرة والوطنية، والإخلاص والمثابرة، صاحب الكلمة العليا، والمواجهة بالحق والحقيقة، ونبرة الانتماء والغيرة على وطنه وبلده ومدينته، وهناك الموقع السياسي والعسكري والأمني في رأس السلطة المحلية لشؤون الأمن والدفاع بتعز الذي يشغله العميد/ عبد الكريم الصبري بقدراته الفائقة، وبحرصه المتفاني على تعز وجيشها وأمنها ومقاومتها والسهر على مصالح التعزيين وأرضهم، ولا زالت تعز تنجب وتغرس من هؤلاء الكثير والكثير، ولن ينقطع نسلها وغرسها البطولي حتى وإن قامت الساعة وبيديها فسيلة حق وخير من هؤلاء فستغرسها حتما !
(37) إن تعز هي التي أنجبت الشيخ القائد المجاهد/ حمود سعيد قاسم المخلافي، مُوُقذ شعلة المقاومة والجهاد والنضال والاستبسال والصمود في تعز ورئيس مجلس المنسقية العليا للمقاومة، ذلك الإنسان الفولاذي وتلك الشخصية الجامعة المحوريّة التي منحت -بعد الله- مدينتها ومحافظتها تعز الفتوة والشبابية، والقوة القتالية، والروح المقاومية، وإكسير الحريّة، وجُرعات الشجاعة الذاتية والدفاع الأسطوري المستميت لصد البغاة الغزاة المعتدين، الإنسان الحر الشجاع المقدام الذي لم يتأخر يوما ولا ساعة عن فداء الدين والوطن والأخلاق عند النداء للدفاع والتضحية والفداء عن تعز الأرض والإنسان والدين وكان قدوة للباذلين والمُضحِّين، وهو اليوم كذلك.
(38) تعز اليوم تبني الحاضر بأغلى ما تملك، وتخطط للمستقبل بأقصى ما تدرك، وتتفقد آليات الدفاع وأدواته في الجيش والأمن بأفضل ما تسلك، وتربط كل وسائل الأمان وسياج الاستقرار ومؤسساته وتتجنب المُضر المُهْلِك، ولكن ليعلم اليوم أبناء تعز الحرّة علم اليقين أن هناك شِللية وجيوبية وخلايا سيئة تنبت على قارعة الطريق الجهادي والمقاومي وهي طامعة طامحة تحاول ثني الجيش الوطني عن مهامه العسكرية الأساسية والتي تخصه كمؤسسة شرعية مخوَّلة إن استطاعت لتبقى لها الأولوية في السياسة والقرار والتحكم بالديار والسيطرة على المدينة سياسيا وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً، أي تبتغي إحكام قبضتها على تعز الجيش والثقافة والمال والرجال تحرير المحرّر والسطو غير المبرر، هي شِلل تحاول تصنع الشَّلَل، وخِلال تصنع الخَلَل، ومكونات وجيوب تخطئ الحساب أكثر مما تصيب، إما سهوا ونسيانا للأهداف، وإما عمدا وسوء نيّة وفساد مقصد، إما عن جهل وإما عن علم، وقطعيا الأخير هو الأولى والأرجح لمثل هذا الطابور، وهو الدليل الظاهر للعيان، وهم ثلة قليلة من الطلقاء والمغرر بهم، طوائف أساءت التقدير، ستظل تنحت في أعمدة الجيش والأمن الجديدين، وستظل تدق مساميرها في جسم الغايات المؤسسية المرسومة، وتحفر بمخالبها وأظفارها في أرضية الأهداف القومية المحددة للعملية الحربية الدفاعية والتحريرية لتعز، تلك المدينة ومديرياتها المشتاقة لاستكمال عملية الحسم والتحرير النهائين، سيستمرون في محاولة إعاقة مؤسستي الجيش والأمن وتطبيع العمل في مؤسسات الدولة، وإرباك المشهد الإيجابي المؤسسي إن استطاعوا حتى يأذن لهم أسيادهم بالتوقف أو المُضي قدُما مهما كانت جرائمهم المرتكبة في حق الدين والوطن والعواقب المترتبة على ذلك؟!
(39) وقد كان الأستاذ/ عبد العزيز جباري- نائب رئيس الوزراء ووزير الخدمة المدنية- صريحا وشجاعا وجريئا في مقابلته التي أجرتها معه قناة يمن شباب مؤخرا، وكانت إجاباته غاية في التشخيص والوضوح في تحديد مكامن الخلل! فما أدلى به كان أوضح بيان، وأصرح تصريح، وقد وضع النقاط على الحروف والكلمات في جملها، ووضع يده على الوجع وقد عاين نماذج من ذلك المرض والخبث عند بعض أبناء تعز المتنكرين، وعايشه عن قرب في أثناء زيارته على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، وتحسّس المشاريع المناوئة للجيش والأمن ومؤسسات الدولة، وقف على مشاريعهم الضيقة والخطرة التي في ملخصها أنها لا ترغب بتأسيس جيش وطني يتبع الشرعية، وكذا لا ترغب بتشغيل المؤسسات الحكومية وتفعيل العمل فيها وتطبيعه في ظل النظام والقانون والشرعية، يقومون بذلك انطلاقا من أجندات خاصة بهم سياسية واقتصادية وأمنية عدائية ضيقة، بل وخطرة على الوطن والمواطن والدولة؟!
(40) خلاصة القول: إن الجيش الوطني التعزي اليمني أسسته الحكومة الشرعيَّة وقيادتنا السياسية والعسكرية والأمنية في الدولة وقوى التحالف العربي المخلصة ليكون صمام أمان تعز وحافظ كيانها وعقيدتها وثقافتها وشرعيتها ودولتها المؤسسية المدنية الحديثة وحامي سياجها، هو زرع تعزي قومي بدأ يؤتي ثماره بعد أن سقاه أبناء تعز بآلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، فهو حلم تعز بالأمس وحقيقتها ووقعها اليوم، وهو ماض في طريقه إلى التحرير النهائي لتعز والانتصار الحقيقي على الأعداء رغم المعوّقات الطبيعية والمطبات الصناعية التي يضعها في طريقه مالك القرار السياسي للتحالف العربي وبعض مسؤولي الشرعيّة، أو معوّقات طابور الخيانة والعمالة والنفاق في الداخل، لكنه الجيش الذي يمتلك العقيدة الصحيحة السليمة، والوطنية المخلصة، والإرادة القوية، ومعه تلك الإرادة العازمة للمقاومة الشعبية المُخلصة والحاضنة الصلبة، وذلك هو التصميم الوطني المخلص الثابت للجيش، وخلفه يقف العازمون الصامدون من أبناء تعز وهم الغالبية العظمى.
(41) وعليه، فإن المساس بالجيش الوطني المؤسس والمتحقق الذي تكوَّن في تعز بعد حرمان متعمَّد لعقود مضت هو مساس بطعامنا وشرابنا، بل بأرواحنا وأنفاسنا وحياتنا، وتطاول على هوّيّتنا ، وإن محاولة النيل من سياسته وهيبته وإرادته وقراراته وقمة هرم محوره وقادة ألويته وجبهاته الميدانية العاملة المخلصة هو مساس سيء ونيل مباشر خاطئ بتعز وشرفها وثقافتها وشرعيتها ودولتها وقضيتها الشرعية ودماء أبنائها الطاهرة الزاكية. فتعز أمة عقيدة ودولة ودستور وقانون وأخلاق وثقافة، وجيشها وطني مؤسسي، وأمنها وطني مؤسسي يتبعان قانون ودستور ونظام شرعية الجمهورية اليمنيّة، وذلك هو مشروع الباني ولن تقبل تعز بغيره بديلا حارسا ولا سياجا حاميا،،
تحياتي للجيش الوطني
تحياتي للأمن العام ومؤسساته.
تحياتي للمقاومة الشعبية ورجالها
تحياتي لتعز الحاضنة السياسية والمدنية.