إذا قدر لك أن تتواجد في مقيل عرس أو عزاء في صنعاء أو تتبادل الحديث مع مواطنين يستقلون وسائل مواصلات عامة أو متسوقون في أسواق صنعاء العاصمة.. ستتفاجأ بحجم الكراهية والسخط التي يكنها العامة والخاصة في اليمن للحركة الحوثية ولأفعالها اللا إنسانية بحق المواطن اليمني..
وعلى اعتبار أن من ستقابلهم هم شرائح متعددة من المجتمع ومتنوعة الأطياف والآراء.. فإنك ستصل إلى حقيقة أن هذا الموقف يختزل موقف عموم الشعب اليمني.. فلا أحد يمكن أن يفاجئك من بين الجموع مدافعا أو مبررا أو محاولا تحسين صورة لجماعة باتت تحرج حتى مناصريها وتلجم تصرفاتها العبثية أفواههم حياء وخجلا.
ودون أن يكون للسياسة دور وحضور.. ستجد كلا ينتقدها بما يراه ويشاهده.. وبما يعانيه ويتكبده جراء سيطرتهم على مقاليد القرار وتحكمهم بمقدرات البلد وقوت أبناءه.
لا غلو في التجني على هذه الحركة.. فالكل يضع في اعتباره حالة الحرب التي عصفت بالبلاد.. ولا حاجة لهم في أن تتحدث أمامهم عن ظروف الحرب.. هم يحاكمون الحركة وفق إمكاناتها وقدرتها.. ولا يبحثون عن لبن العصفور..
وما أن يتداول أحدهم موقفا تعسفيا أو متجاوزا شاهده وشهده لتلك الممارسات الحوثية.. حتى يتداعى الآخرون من العامة ما بين التأييد والإضافة على ذلك الموقف بمواقف أخرى.. والتي تتوزع ما بين انتهاك حقوقي أو عبث مالي..أو همجية غير مبررة.
وفي هذا الواقع.. تتساءل عن ما ستصل إليه السلالة الحاكمة في ظل هذا التحشيد للكراهية ضدها.. وعما إذا كان هناك فيها من يستوعب مثل هذه المخاوف والتجاوزات.. فيدفع الحركة إلى تبني سلوك مغاير يبقي لها رصيد في لعبة موازين القوى المتغيرة وفق نظرية التدافع والتغيير كإحدى سنن هذا الكون. الذي لم تبق لأحد ملكه الأبدي.. فكم سقطت دولا.. وكان حجم الانهيار والانتقام عليها.. بقدر ما كان حجم المعاناة والاستضعاف الذي تمارسه.