خلال اليومين الفائتين ظليت أراقب عن بُعد مجريات أحداث الفتنة التي أصابت الجسد الواحد في تعز واطلعت على كل البيانات الصادرة من كل طرف إضافة إلى حملات التخوين التي أرعبتني في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تم توجيهها ضد قيادات تعز العسكرية والمدنية سواءً من قبل مجموعة المؤيدين لذاك الطرف أو المعارضين للطرف الآخر.
وبكل أسف وبدلاً من الوقوف مع قضية تعز وأمنها واستقرارها ولم الصف ذهبنا بعيداً نحو إلقاء التهم الجزافية وتوزيع صكوك الوطنية لمن نقف في صفهم وتوزيع تهم الخيانة والتآمر لمن نقف ضدهم وساعدنا في اشتعال الفتنة وتأجيجها بدلاً من محاولة المساعدة في نزع فتيل تلك الفتنة وإخمادها.
الكل في تعز يعلم بان تلك القيادات العسكرية والمدنية التي تم اتهامها بكل أنواع التهم بأنها قيادات تنتمي لتعز وقد تنوعت تضحياتها من اجل تعز ولازالت تناضل حتى هذه اللحظة من اجل قضية تعز ومن اجل اخراج هذه المحافظة من حالة موتها ألسريري إلى حالة الحياة وإعادة تفعيل العمل المؤسسي.
ما حدث في تعز خلال اليومين الفائتين ليس انقلاب طرف ضد طرف ولا محاولة الإطاحة من قبل طرف بالطرف الآخر كما ذهبت إليه التحليلات الفيسبوكية والواتسية، بل إن مختصر ما حدث هو فقط نتيجة المبالغة في مفهوم الاستحقاق من قبل الأطراف المختلفة حيث يظن كل طرف انه هو صاحب الاستحقاق في تصرفه الذي ذهب اليه.
فلا العميد جمال الشميري انقلابي ولا قائد المحور اللواء خالد فاضل انقلابي ولا الشيخ عارف جامل وكيل المحافظة انقلابي ولا الشيخ ابي العباس انقلابي ولا سالم انقلابي ولا يوجد طرف في تعز يعتلي موقع القيادة في المؤسستين المدنية والعسكرية أو حتى القيادة الحزبية من هو خائن او انقلابي، فكل قيادات تعز قيادات وطنية تنتمي لتعز وتعمل من اجل تعز وتناضل في سبيل تعز وان اختلفت فهي تختلف من اجل مصلحة تعز ولا تختلف لشيء غير ذلك.
سيقول البعض بأنني في منشوري هذا امسك العصا من النصف وسأقول لهم نعم أنا امسك العصا من النصف ليس من اجل فلان أو علان وليس من أجل طرف ضد طرف وليس بغية مصلحة شخصية هنا أو هناك وإنما أمسك العصا من النصف من أجل تعز وعيون تعز وحياة تعز واستقرار تعز وأمن وأمان وسكينة تعز.
وعلينا جميعاً أن نُغلب مصلحة تعز في كتاباتنا وولاءاتنا وتضامننا ومواقفنا حتى نكون عاملاً مساعداً في التئام صف تعز ووحدتها بدلاً من أن نكون جزءً أساسيا في شتات تعز وتفرقها ومضاعفة جراحها.
فكما نتمنى دائماً أن يكون العقل في اختلافات قياداتنا هو الحاضر بدلاً من البندقية، فإننا أيضا نتمنى أن يكون ضميرنا الحي الوطني الصادق هو الحاضر في كتاباتنا بدلاً من خطاب التخوين والتحريض والتشكيك ضد قيادات تعز المدنية والعسكرية.
ماهو حادث من الفتن والمشاكل والاختلافات في المحافظات المحررة الاخرى تفوق نسبته 100 مرة ضعف عما هو حادث في تعز، ورغم ذلك يظل قادة تلك المحافظات رغم كل تلك المشاكل والاختلافات قيادات وطنية يمتدحها أبنائها صباح مساء، بينما نحن في تعز رغم ضآلة الاختلافات الحادثة إلا أننا في مقابل ذلك نرمي ب99% من ايجابيات ونضالات ومواقف قيادات محافظتنا ونتمسك بالواحد في المائة من السلبيات الناتجة عن مفهوم الاستحقاق والمبالغة فيه فنقيم الدنيا عليهم ولا نقعدها.
ستجتمع قياداتنا في تعز حول طاولة واحدة
وسيتفقون حتماً لامحالة عاجلاً ام آجلاً
وسيتم انهاء كل الخلافات من اجل تعز
لان قياداتنا ما قدمت كل تضحياتها السابقة إلا من اجل تعز وكرامة تعز وامن تعز واستقرار تعز وحياة تعز.
ومن اجل ذلك لنكن سنداً حقيقياً وعوناً لقادة تعز ندفعهم نحو بذل المزيد من العطاء لتنهض تعز وتخرج من سباتها.
فلنكن صوتاً ايجابياً ينبض بحياة تعز ويرفع شأن قادتها ويساعد على التقائهم والتئامهم لا سوطاً يجيد نقش الوجع وتمزيق الجلد وكسر العظم.
