;
سلمان الحميدي
سلمان الحميدي

إيفانكا.. مدي يديك 1145

2017-11-25 19:25:19

لم يستغل أحد جمال ابنته لتحقيق مآرب سياسية مثل ترامب. هذا إذا لم يكن ترامب السياسي الوحيد الذي جاهر بفعل ذلك. وقفت إيفانكا على مسارح المهرجانات الانتخابية وقفة أنيقة، وابتسمت ابتسامة جذابة وهي تتلقى حفاوة بالغة في المطارات التي تستقبل زيارة والدها الرئيس. بياض أسنانها وبراقتها مثير للغاية، لا أعرف أي نوع من الخشب ينتج ذلك الفحم الأصيل الذي تستاك به إيفانكا. في قريتنا وفي موسم الغلاء الفاحش الذي لا نتمكن فيه من شراء القات، نقوم بتحسين بعض الأشياء التي تزيدنا قدرًا من الجاذبية والجمال، أشهر تلك التحسينات هي إزالة صفرة الأسنان بالفحم.
لقد خمنا كثيرًا عن نوع الفحم الذي تستخدمه الجميلة إيفانكا: عسق، قرظ، كافور، سدر، لا شيء من ذلك. ربما اليقطين، ولكن أعواد اليقطين لا تصلح فحمًا، في القرية مثل يقول: الصديق الشيء مثل عود الدُّبا، إذا اتكأت عليه انكسر وإن أحرقته أعماك. الدبا لا يعمل على تبييض الأسنان مطلقًا.
ترامب وقح فج، يستغل الجمال لغرض سياسي، سيكون برفقة ابنته إيفانكا بتنورتها المفتولة من الخصر، وقدها المتناسق، سيزوران معًا بلاد المسلمين السعودية، وبلاد المسيحين الفاتيكان، ودولة فلسطين في الجزء المخصص للاحتلال الإسرائيلي اليهود.
حتى أكبر الديانات السماوية، وقفت إيفانكا على بلاطات معابدها بساقين دقيقتين على قدمين يظهر عروق دمهما من بين الشبك الأبيض للكعب العالي. 
في البيت الأبيض: إيفانكا تستقبل.
في المطارات: إيفانكا تصل.
في العالم الافتراضي يتسابق الأمراء والدبلوماسيون: إلتقطنا سيلفي مع إيفانكا.
سمعت شتيمة ألقاها يمني على ترامب، أتحفظ على اسمه بالطبع خشية أن تضربه طائرات بلا طيار أميركية، فترامب متهور وملامحه جادة لا يحب المزاح كما تعرفون، بعد الشتيمة أردف الرجل: سلام الله على أوباما.. كان يشحت لبلاده وحده ويسرق الدول باسم الاتفاقيات وحده، لكن هذا "دوشان" يشحت هو وزوجته وبنته..
صنع ترامب للجمال ألف يد، مثل الأخطبوط، وكل يد تأخذ من جهة، مع أن ربة الجمال نفسها بلا يدين، فمن المعروف أن زهرة ميلو، آلهة الجمال قديمًا، كانت في متحف اللوفر، وقيل إن الشاعر الألماني هيني هجر بلاده، ذكر العقاد بأن هيني ذهب إلى اللوفر "يودع أقانيم الجمال، وينظر إلى الصور والتماثيل" "وقف بين يدي آلهة الجمال ميلو يناديها "مدي إليّ يديك يا ربة الجمال" ولكنه أفاق من غشيته إذ كانت ربة الجمال بلا يدين.
كانت تمثالًا قديمًا وجدوه هكذا: يد مخلوعة من الكتف، وأخرى مقطوعة من المرفق!.
هكذا بدت ربة الجمال القديم بكلها لا يد لها في الزمن الحديث، غير أن ترامب وضع لجمال ايفانكا ألف يد.
ومع ذلك أعتقد أن ترامب غريب الأطوار، على الأقل فعل شيئًا جيدًا للشعب الأميركي، يضجرهم بسياسته حد اللهيب وينفخ لهيبهم ببهاء إيفانكا ووجهها الوضاء، أما رؤساء الأنظمة العربية فإلى جوار الديكتاتورية والاستبداد والتفرد وكل شيء، لا يملكون بضاعة تهدهد القلب من قبح الجور على الشعب، يظهر دائمًا إلى جوارهم وجوه كما لو أنها وجوه خزَنَة النار، لقد تعلمت هذا التعبير من فقي البلاد الذي يعرف عن الفضاء ما لا تعرفه وكالة ناسا.
قد ندخل في إشكالية عميقة، يتحد فيها الدين مع العادات والتقاليد، وتندلع معارك الشرف إذا ما استمرينا في الحديث عن جمال أنظمة الحكم العربي.
لنقطع الحديث بحديث: الله جميل يحب الجمال.
ولنعد إلى أميركا.. أميركا التي تقتل بطائرات من دون طيار، أميركا التي تحوم العالم وتدومه، أميركا التي إن لم تقتلك مباشرة قتلتك بقنبلة باعتها لقريب منك، وإن لم تفعل قتلتك بإيفانكا.
مدي إليّ يديك يا إيفانكا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد