منذ بدأت نكبة اليمن فقدت كثيراً من أعز الأصدقاء والزملاء ولن يكون آخرهم الصحفي القدير اليمني الأصيل والتهامي النبيل عرفات مدابش.
عرفته في بداية حياتي الصحفية صحفياً قوياًـ مقاوماً لإصابته بحادث مروري وله إبداعه الخاص في تغطية الأحداث في راديو سوا وصحيفة الشرق الأوسط إلى جانب موقعه " التغيير نت".
عملت مع عرفات في موقع التغيير نت في عز الأحداث السياسية الأمنية والعسكرية المصاحبة لانطلاقة ثورة الحراك الجنوبي ونهايات حرب صعدة وقبيل ثورة 11 فبراير.
وجعل من التغيير نت نافذة إلكترونية إخبارية لنقل الفعاليات والأنشطة السلمية للحراك الجنوبي ومنصة للقيادات الجنوبية في الداخل والخارج دون اكتراث بالأجهزة الأمنية.
ويعد أبرز الصحفيين المساندين لحقوق أبناء الجنوب حين كانت وسائل الإعلام اليمنية تخشى قمع الأجهزة الأمنية التابعة لنظام علي صالح.
كان عرفات مدابش صحفيا مهنيا، وخبرته إنسانا صادقا شجاعا، يعتز بمهنته ويتمسك بمهنيته في مرحلة عاصفة بالأحداث والمتغيرات والانحيازات والانكسارات الكبرى.
قاوم عرفات إصابته بإرادة نادرة وتجاوزها بعد سنوات من المعاناة، وانحاز للشرعية في مواجهة الإنقلاب، وتم تعيينه وكيلا لوزارة الإعلام.
بالأمس تحدثنا عن الجنوب ومشروع الدولة الاتحادية وقضية التهامة وتحرير الحديدة، وكان متفائلا بانتصار إرادة الشعب على الإنقلاب، واقتراب هزيمة التنظيمات الإرهابية.
ظهر اليوم قرأت الخبر الفاجع عن وفاة الصديق عرفات مدابش أثر إصابته بذبحة صدرية في عدن المدينة التي يحبها وعمل لأجل انتصار أهلها على الظلم والاستبداد.
وداعاً صديقنا عرفات مدابش، ورحمة الله تغشى روحك، وعظيم تعازينا لأنفسنا والوسط الصحفي وأسرتك ومحبيك داخل وخارج اليمن.