🎴كانت ملامح العصر الحمداوي القصير الذي ترأس به اليمن تشير بأن اليمن كان قد بدأ يكون سعيداً، ومزدهراً، ولمس ذلك المواطن والموظف والمسؤول، حكى لنا ذلك العهد اليمني الاستثنائي أن اليمن حقا باستطاعته أن يكون بلدة طيبة متنعم بالعيش الرغيد بحق، كما ذكر عنها القرآن ووصفها رب العالمين في كلامي الازلي، وكأن الشعب اليمني قد كان بالفعل على موعد مع الرخاء والنماء والنعمة والازدهار ودخوله الأعوام التي فيها يغاث الناس وفيها يعصرون، الأمر الذي يحتاج إلى المحافظة عليه والعض عليها بالنواجذ ومجانبة حسد الحساد في الداخل والخارج ، وذلك بالتنعم والشكر لله أن وهبهم هذا القائد المخلص.
🎴 الحمدي ذلك الشخص الهِبَة والمشروع الإنساني النهضوي الطيب في البلد الطيب ودّع اليمن في باكورة رئاسته، غادر شعبه ووطنه مكره بآلات الإدماء والإبادة، انقطع فجأة، وانقطعت معه مشاريعه وماتت أحلام الوطن في مهدها ولم تستقم، ذهب الرجل بشعاره الاقتصادي الواعد، وبالنهوض المنشود الشاهد، ليبدأ المشروع الذي شعاره الكفران بأنعم الله والنكران لأفضاله، ليبدأ مشروع قوى الشر بسنواته العجاف، مشروع الهدم والتدمير والتخريب والإدماء ، المشروع الدموي الذي تم افتتاحه باغتيال مشروع اليمن الكبير إبراهيم الحمدي رئيس الجمهورية العربية اليمنية أيامئذ، ليبدأ مشروع تبادل الحقائب المفخخة وصراع السلطة من طرف واحد، لتغتال آمال اليمنيين وتقتل فيهم مشاريعهم وأحلامهم، وتعصر فيهم دماؤهم وتسفكها بالمجان وصولا إلى الكرسي.
🎴 ليبدأ عصر الطفيليون الأكثر شقاء وشقاوة ، أولئك الذين عقروا الناقة اليمنية الحلوب ووئدوها ليستأثروا باليمن، ولينفردوا بحكم البلاد والعباد، وليهلكوا الحرث والنسل، ويحرقوا الأرض والإنسان، وليؤسسوا للمشروع الإمامي من جديد، وبغطاء جمهوري متستر لينخروا في أهداف الثورة كالسوس في الحب المتآكل، وليتربى الملكيون في عزهم ورعايتهم وبدفء لحاف الثورة والجمهورية، ولتجتمع حول تلك الكائنات المتطفلة الإمامية القاتلة المُؤسِّسة، وكل هذه الكائنات التي ظهرت اليوم وطفت بجراثيمها وفيروساتها الخبيثة على السطح اليمني، وقامت بالانقلاب على الجمهورية والدستور وأهداف الثورة، وتم الانقضاض على النظام الجمهوري حتى أنهكت جسده من جديد، وكادت تقعده عن القيام والعيش الكريم، وأنى لليمن العيش الكريم في ظل هذه السلالية والعنصرية والمناطقية والمذهبية الخاطئة التي يتقدمها هذا الكائن القاتل؟!
🎴 تلك الفرصة الماثلة تحولت إلى نكبة شاملة بفعل عصابات الاغتيالات والإبادة لحملة المشاريع الناجحة، هي حادثة اغتيال الرئيس والقائد/ إبراهيم محمد الحمدي، الشهيد الحي الشاهد على فترته، الحمدي الرجل الوطني الذي أخلص لشعبه وأخلص شعبه له، وفدى وطنه وفداه وطنه حتى اليوم، الحمدي الذي كان - في تقديري- الفرصة التاريخية الثانية بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر من أجل بناء هذا اليمن الأرض والإنسان والتنمية، فكيف بإنسان لو كان يحمل في قلبه ذرة من الإنسانية أو الإيمان بالله ووطنه وهو يتآمر- بالمشاركة- على قتل زعيمه وقائده ورئيسه في الدولة والجيش، بل إن الحمدي هو الذي قرّبَه ورقّاه وصعّدَه في سلم الجيش برتبه ونياشينه ووثق به، لكنها الخيانة والعمالة وحفنات الذهب والأحلام الخرافية الضالة، وتلك هي سبيل البغاة القتلة المجرمين في كل زمان ومكان،،
🎴 وبذلك اليوم الحمداوي الدموي المشؤوم شق هذا الكائن العفاشي طريقه إلى الحكم بكل حب وشغف، ووضع أول خطوات حياته على مقربة من السلطة وكرسي الحكم، ويداه مضرجتان بدماء الرئيس إبراهيم الحمدي، الحمدي الذي هو أعلى منه رتبة وقيمة يمنية، أعظم منه مسؤولية دستورية، وأرفع منه مكانة علمية وثقافية، الحمدي الذي اقترب من قلوب أفراد شعبه جميعا دون استثناء، فكانوا هم جميعا أملك لقلبه وحبه، ولكن هذا الكائن الأشعث الأطرش الأعفش، المتوحش الأفحش، كان يومئذ قد أجاد مهنة امتصاص الدماء واكتسب مهارته، وصار كالكلب العقور المعنوز الذي يأكل سيده من بني آدم، وكان قد عمّد هذا الطريق الدموي بعد حادث اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي بدماء الرئيس محمد الغشمي في خلال شهور؟! ليتربع على كرسي العرش في وسط بركة من دماء قادته وولاته ليجلس على كرسي الحكم في ليل مظلم وفي غفلة ظالم وداعم له هو أظلم؟!
⏪ يتبع(3)