لماذا أنت مطرقٌ رأسك بهذه الطريقة المثيرة للعجب والتساؤل؟
تراك تفكر بماذا؟
هل الواقع متعبٌ ولغيرك؟، خذ هذا الفنجان واقرأه لعلك تعرف مغزى الواقع، وإلى أي مدى هو ذاهبٌ بنا..انظر جيداً إلى أسفله.
ماذا وجدت؟ أمعن النظر جيداً وستجد كل المشكلات وحلولاً لها.
لم تجد شيئاً؟
دعنا من هذا الفنجان، وخذ هذا الآخر.. ربما أنه أدرى بالواقع من ذلك السابق.. فالسابقُ ما يزال حديث الميلاد والصنعة.
عزيزي، سم الله وابدأ القراءة، وإذا لم تجد شيئاً فخذ ثالثاً يتواجد بجانبك.. مالذي تجده الآن داخل الفنجان؟
هل وجدت كل المشاكل؟ إنها تتواجد في زوايا الفنجان مخبرةً لك أن الواقع مشحونٌ بالأسى والحزن، وأن تلك الفئة المعينة هي السبب في الخراب والدمار وتلك الفئة الأخرى هي التي تهم مصالحها وتبحث عن مدخلٍ لرزقٍ وشهرةٍ لها ولمعاونيها.
ألا ترى أولئك الناس، هم الذين يحملون القدرة على إنقاذ البلاد والعباد من هذه الحرب القاتلة، ثم إن في ذلك المكان تتواجد مآسٍ كثيرة وكبيرة، والناسُ يقفون أمامها مكتوفي الأيدي لايجرؤن على دحرها.
أرجوك لا تتململ.. فهنا في هذه المنطقة من الفنجان يوجد مايخص حياتك الخاصة، ففي بيتك يتواجد الهم وينصبُ على رؤوس الأفراد جميعهم الحزن.
لا تحاول أن تتهرب من الموقف، فالحديث ما زال في بدايته، ولقد مسكنا الخيط لنصل إلى الحل.
الآن دعنا في بادئ الأمر نحصر المشكلات جميعها ومن ثم سننطلق للحل بطريقة تذهل العالمين ألا ترى ذلك المسؤول الفلاني إنه السبب في الخراب كله أو بعضه، وهذا المسؤول الآخر لا يزال النقاءُ يلاطف قلبه، تلك المنطقة من الوطن الحبيب صادقةٌ تماماً بكلامها وتصرفاتها ويجب أن تتبع، وتلك لا صلةَ لها بالحق وأهله، ويجب أن تنتزع.
لماذا أصبت بهذا الذهول؟ ولِمَ تضع يدك على رأسك؟ هل أصابك الألم جراء كلامي الذي أرجو من الإله أن أنال به الأجر والثواب؟ أم أنك مندهش من الواقع المقروء أمامك؟ مندهشٌ؟ إذن أنت جيد أكمل معي القراءة..أحسنت تعمقاً في هذا الفنحان أكمل لترى.. ماذا رأيت؟
وجدت كل شيء؟!
آهٍ.. إذن مازلت محدود التفكير، ياعزي كيف لفنجان قهوة أن يخرجك مما أنت فيه، وأن يدرس واقعاً طالما أحبط الأكثر؟ كيف لفنجان قهوة أن يخرج واقعاً قد شبع الحرب ودواهيها.
دع الفنجان واهجره مليا.. وراجع عقلك إنْ كان حيا
كفاك تستجير بذا وهذا.. زمانٌ مر ما حققت شيئا
التفكير الطويل غير المجدي لا يصنع شيئاً، كما أن الاستعانة بالتراهات لا فائدة منها.. إنك بهذا تذكرني بمسؤولي دولتنا الحبيبة، فهذه هي تصرفاتهم، والداهية الكبرى أنهم يظنون أنهم يعملون كثيراً لصالح الوطن.
الوطن: لا يريد تفكيراً فحسب ولا تأملاً ووعظ وعبر فاضية.
الوطن: يريد عملاً إنقاذياً بحتاً قادراً على إخراجه من واقعه المؤسف!