أتُثبت محافظة تعز يوماً بعد يوم بأنها المحافظة اليمنية التي تحمل المشروع الوطني وتتربع عرش المدن اليمنية في تحملها مسؤوليتها الوطنية العظيمة في الانتصار لقضايا الوطن العامة وإيثارها على كل قضاياها الخاصة مهما بلغت مرارة تلك القضايا الخاصة بتعز.
⭕ في مساء يوم أمس الـ25 من سبتمبر كانت تعز حاضرة برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها وقياداتها العسكرية والمدنية في مشهد فرائحي مهيب منقطع النظير للمشاركة في إيقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر المجيدة
فتشتعل سماء تعز ابتهاجاً وفرحاً بإطلاق الألعاب النارية عقب إيقاد الشعلة لتنطلق من قمم جبال تعز ومن أسطح منازلها الألعاب النارية إيذاناً ببدء مراسيم الاحتفال العظيم بالثورة العظيمة في المدينة العظيمة تعز.
⭕ وفي صباح يومنا هذا الـ26 من سبتمبر احتشد أبناء تعز من كل حدبٍ وصوب منذ الصباح الباكر وأشرقت وجوههم في شارع جمال قبل أن تشرق شمس النهار على جبين تعز وعلى أحيائها وشوارعها.
فكان حشد مهيب وحفل عظيم وكرنفال احترافي متميز باستعراض عسكري جعل نبضات قلوبنا تلتحم زهواً وفخراً مع ضربات أقدام جيشنا الوطني في خطوتهم العسكرية الاستعراضية المُهيبة.
⭕ احتفلت تعز وتراقصت فرحاً ولم تلتفت إلى مأساتها أو انكمشت في مصائبها المتوالية عليها من قبل الانقلابيين جراء حربهم القذرة التي تُشن على تعز منذ ثلاثة أعوام.
⭕ احتفلت تعز دون أن تغرق حزناً في حصارها المطبق عليها من قبل الانقلابيين واحتفلت فرحاً رغم مُصابها في أبنائها وأطفالها التي صادرت أرواحهم قذائف الحوافيش اللعينة
أكملت بعض الأسر التعزية بعد صلاة الفجر مراسم دفن فلذات أكبادهم في مقابر تعز المتفرقة التي أزهقت أرواحهم مساءً قذائف الحوثيين وصالح ليعودوا- عقب ذلك مباشرة- إلى شارع جمال للمشاركة في كرنفال عيد ثورة 26 السبتمبرية ليرددون مع رفاقهم بصوت جهوريٍ جماعي بالروح بالدم نفديك يايمن.
⭕ احتفلت تعز وتدفق أبناؤها كسيل عرمرم يغطي كل شارع جمال.. وظلوا واقفين تحت أشعة الشمس حتى الظهيرة دون أن تدخل مِعدهم لقمة واحدة وقرروا المشاركة وعدم مقاطعة الاحتفال دون أن يتواروا خلف تذمراتهم بسبب مرور عام كامل عليهم دون تسلمهم لرواتبهم رغم الأوامر الرئاسية المتعددة بصرف رواتبهم.
⭕ قدمت تعز أرواح أبنائها رخيصة وسُفكت دمائها الزكية خلال 3 أعوام وهي تتصدى عن الوطن بأكمله لمشروع الانقلابيين لتقدم في سبيل ذلك منذ تاريخ 15 مارس 2015 حتى 26 سبتمبر 2017 قرابة 3900 شهيد من أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقرابة 17 ألف جريح ورغم ذلك انتصرت تعز لثورة 26 سبتمبر المجيدة واحتفلت بعيد الثورة نيابةً عن الوطن بأكمله رغم حصارها وجوعها وألمها وحزنها ومعاناتها ورفض صرف رواتبها.
⭕ تعز- أثناء احتشادها اليوم واحتفالها جاءها- إعلان من أعلى منصة الاحتفال بأن محافظها علي المعمري سيوجه من مقر اعتصامه أمام البنك المركزي في عدن كلمة هامة لأبناء محافظته، فانفرجت أسارير الفرح وعمت كل المحتشدين ظناً منهم بأنهم سيتلقون بُشرى صرف رواتبهم.. إلا أنهم تلقوا قذيفة إعلان محافظهم عن تقديم استقالته بسبب تعنت البنك المركزي بعدن عن صرف رواتبهم ورفض توجيهات أوامر الرئيس بصرف الرواتب.
ورغم ذلك الخبر الأليم لم تهتف جماهير تعز المحتشدة والمحتفلة ضد الحكومة الشرعية ولم تطالب بإسقاطها.. وكذلك لم تهتف جماهير تعز المحتشدة ضد عدن وأبنائها ومسؤوليها بشعارات تتهمهم بأنهم انفصاليون وعنصريون وبأنهم عملاء لصالح والحوثي بل صفقت جماهير تعز لمحافظها عقب إنهاء كلمته المباشرة عبر التلفون لتهتف بصوت واحد بالروح بالدم نفديك يا يمن.
⭕ هذه تعز المحافظة التي تُضمد جراح الجميع ولا تجد من يُضمد جراحها وتنتصر لقضايا الجميع ولا تجد من ينتصر لقضيتها وكيف لا يكون ذلك مادامت ارتضت تعز أن تكون حامية الثورة والجمهورية والمشروع الوطني.
⭕ هذه تعز
أعجوبة الدنيا الثامنة
وبقعة الله التي لا تُقهر.