أن تصل البلاد إلى أدنى مستويات الخراب في كل المجالات خلال زمن قياسي مقداره ثلاث سنوات..
لعمرك هذا منجز مذهل وغير اعتيادي يحسب للانقلاب الغاشم بجوار منجزه العظيم بتحويل اليمن إلى أكبر مقبرة للقتلى بجهة وللأحلام بجهة أخرى.
في الكوارث يعد الزمن عاملاً مهما فما حاولت ثورة 26 سبتمبر بنائه وترميمه في هذا الشعب من مبادئ الحرية بغرسها في الأجيال المتعاقبة خلال خمسة عقود منذ القضاء الشكلي على الإمامة الأولى ها هي الإمامة الثانية تعيد هذا الشعب إلى أسوأ من مما كان عليه وخلال ثلاث سنوات كان الإعداد لها جيدا خلال الخمسة العقود ذاتها.
هكذا تأتي الكوارث فتحيل الأحلام إلى أثر بعد عين وهذا تحديدا ما يحدث لليمن واليمنيين.
قد يبدو وضعنا للناظر في السطح سوء بعضه فوق بعض..
شعب بلا دخل ولا صادرات ولا واردات؛ محاصر برا وبحرا وجوا.
حرب واقتتال داخلي وتشظي اجتماعي.
أمراض منقرضة تفتك بالفقراء متزامنة مع جوع وتشريد ونزوح.
إنما تحت هذا الرماد المحترق تستيقظ جذوة الجمهورية والحرية التي لن تخمد أبدا في نفوس من ذاقوها واختبروا الإمامة التي هي النقيض لهذه الحرية.
تلك الجمهورية التي صنعها الآباء ففرط فيها الخونة قد غُرست بذرتها عميقا في أرواح اليمنيين وما هذه الأحداث إلا دافع لنمو متسارع لهذه الغرسة العظيمة بصورة تعاكس مشروع الإمامة.
ثلاث سنوات هرول الوطن فيها إلى الخلف بسرعة قطعت الأنفاس وهي تلاحق أحداثا أقرب للكابوس لبشاعتها وتسارعها.
ولعل أخطر ما نواجهه في هذه الجائحة هو محاولة تزييف الحقائق التاريخية عبر فكرة تغيير المناهج التعليمية أو ما يلقى عبر ملازم زعيمهم من أفكار رفعها الأتباع إلى مكانة القدسية ومحاولة فرض مثل هذه الخرافات والخزعبلات على هذا الشعب.
لكن آمالنا عريضة أن تكون يقظة الجمهورية وبغض الإمامة يصاحبها يقظة عقلية ضد أي فكر دخيل يهدف لتزيين العبودية في أذهان الناس..
وكلنا ثقة أن الصمت الذي حدث حين اختفاء المرتبات والحقوق وتردي الأوضاع المعيشية لن يكون له مكانا في مواجهة إفساد العقيدة والدين بأي فكر باطل ودخيل.