الفتاةُ اليمنية لها ميزاتٌ تميزها عن بقية فتياة دول العالم من حيث الملبسُ والهيئة، ومن حيثُ السلوك والتصرفات، وأيضا المستويات التعليمية على وجه الخصوص، وهذا ما أودُ الحديث عنه.
هناك فرقٌ بين فتيات اليمن على وجه الخصوص، فالفتاة الريفية ليست كالمدنية، أو كالتي تقطن المدينة، من حيث التعليم وغيره، فالفرق في المستوى التعليمي بينهن كبيرٌ للغاية.
فبين فتيات الأرياف ثقافةٌ سائدة وهي:أن التعلم عيبٌ، وبين فتيات الحضر التعلم واجبٌ وفرض.
عند فتيات الريف تنافسٌ شديد على العمل الشاق والجهد في الأرض والبيت؛ وعند فتيات الحضر تنافسٌ شديد على التحصيل والكسب العلمي.
ثمة فارق كبير بين ما تجنيه فتاة الريف وما تجنيه فتاة الحضر.. فالأولى تجني التعب والأرق ونحولة الجسد والعطش المستمر والجهل المتواصل؛ فيما تحصل الثانية على نعومة ورقة وسعادة وعلم كبير.
الأولى لا تدري أنها تعيش هذا الوضع من التعب والعناء، وبالتالي لا طموح لها، وإذا ما طمحتْ قليلاً فإن هناك من يكسر لها هذا الطموح بصرخةٍ أو زواجٍ مبكر وأي ردة فعلٍ عنيفة!
والثانية إذا ما طمحت فإن هناك من يساندها لكي تحقق أمانيها.
وإذا كان هناك من فتيات الأرياف من تجازف لكي تصل إلى مستوى معين من التعليم منافسةً لفتاة الحضر، فإن الفارق يضل كبيراً؛ حيث تستطيع أن تلاحظ أن هذه فتاة ريفٍ مستواها التعليمي متردٍ جداً.. وإن كانت ممن يجتهدن كثيراً فهي لا تمتلك سوى اللهجة الشعبية التي تعلمتها في الوادي والساقية وعند الآبار وليس لها أي علم بالأجهزة والتطورات السائدة حاليا ونحوها.
وأما الثانية فإنها تتقن اللغة الأخرى، أو أنها تستطيع أن تتعامل بها وهناك وتتقن الحاسوب بجدارة وهناك من يفخرن بذلك ولهن الحق.
فرقٌ شاسعٌ بين الأب الريفي أو القاطن في الريف، والأب المدني، فذاك قابعٌ هجومٌ وهذا مشجعٌ خدوم.
لله من واقعٍ جعل التمايز حاضرا بين بنات الجنس الواحد، ولِله من واقعٍ أتعب الكثير.
ففي الوقت الحالي هناك من يصلن إلى أعلى المستويات في التعليم ودخلن سوق العمل بكل جدٍ وجدارة، وفتياتُ الأريافِ مقبوراتٍ في كهوفها وآبارها يحتسين الجهل ويتجرعن مرارة التعب.
وإذا ما حاولن الصعود فإن هناك من يثبطهن!
نسألُ الله لهن التوفيق والسداد.