يبدو أن آثار القصف الخاطئ لطيران التحالف العربي في اليمن على المدنيين الغلابى العزل، النساء الهجع والأطفال الرتع والشيوخ الركع ستبقى جراحاته غائرة ومؤلمة إلى ما لا نهاية على كل اليمنيين وستحفظه الذاكرة ولن تنساه، وربما يورِّث الأحقاد التي لن تزول أبداً!
بينما القصف المدفعي والصاروخي وزرع الألغام والعبوات الناسفة لقوات صالح ومليشيات الحوثي ذلك العدوان المستمر الذي أهلك عشرات الأسر وأنهاها من الوجود وكانت وقائعه وحشية وخسائره بين المدنيين بالجملة في مدينة تعز وما جاورها، لكن يبدو في الأمر أنه لا بواكي لتعز ولا شواكي ولا مشاكي، وممكن تتلاشى تلك المشاهد المفجعة المغيَّبة وتذهب سدى!
⏪ نعم ستذهب سدى إما بسبب ضعف الراصد والمحامي والمدافع، وإما لفقدان المروِّج الحقوقي والقانوني والإعلامي الكفؤ، وإما لحسابات خاطئة بين أبناء تعز الأصدقاء الأعداء، وإما لأنها تعز هكذا هو قدرها ونصيبها في اليمن أن يكرهها الانقلابيون في صنعاء فيرسلون عليها حممهم في الليل والنهار، وأن تكرهها الشرعية في عدن فيميتونها جوعاً ويقتلونها صبراً في كل يوم، حتى الذي هبّ لإنقاذها ونجدتها وقاوم معها يوما مع المقاومين بدأ اليوم يوجه سلاحه إليها غيلة ومكراً، ظلماً وعدواناً، بدأ يغتال قادة وجنودا من جيشها ومقاومتها الشرفاء، ويطعن في خصرها النحيف النحيل لصالح الأعداء القدامى والجدد؟!!
⏪ فكيف بنا قد عِشنا وعلمنا فقدان مئات من شباب المقاومة والجيش الوطني بنيران حميمة صديقة لهم من الجو ومن الأمام ومن الخلف، فكانوا ضحايا لتلك الضربات الجوية الصادقة في الوعد الخاطئة في الهدف أحيانا كما يزعمون في كل مرة؟! فستكون المأساة مضاعفة على ابن اليمن الذي يتشوق إلى وطن مطمئن آمن في بلده ويمنه، معافى في أرضه وإنسانيته؟!
⏪ لقد آلمتني بعض المشاهد الإنسانية المدنية المؤلمة عندهم في صنعاء في أثناء الانتشال بفعل بعض الضربات الجوية الخاطئة فيا ليتهم يتألمون حقيقة لبعض المشاهد الأكثر إيلاما عندنا في تعز بفعلهم الحربي الأرضي القاصد وآخرها في الأمس القريب! يا ليت الجميع يحسون ويتألمون ويشعرون ويتحركون كي تصل الأمة اليمنية إلى ميعاد لا يخلفه أحد، فإن المحصلة المأساوية تصب في النهاية في مساق الإنسان اليمني المغلوب على أمره في السلم والحرب أيا كانت جهته، وأيا كان صفه واصطفافه؟! وأيا كان مكانه وزمانه وحاله؟!.. كان الله في عونك أيها الإنسان اليمني المعذب في ربوع الوطن على وجه العموم وفي تعز الثورة على وجه الخصوص،،،