في خطوة هامة ومتقدمة واستشعاراً بالمسؤولية الوطنية وقعت اليوم "أمس" في تعز كافة الأطياف السياسية على الرؤية الوطنية الموحدة التي تم إقرارها والاتفاق عليها من كافة الأحزاب والأطياف السياسية في تعز.
لم تكن هذه الأحزاب السياسية في تعز متفرقة من قبل ومختلفة ولكن كان لكل منها رؤيته السياسية المنفردة والخاصة بكل حزب من تلك الأحزاب لكن اليوم اجتمعت واتفقت كل الأطياف السياسية بمختلف مسمياتها وأشكالها وألوانها وآلياتها حول رؤية موحدة من اجل عيناي تعز وخارطة طريقها الحياتية.
ولكن يبقى الأهم من توقيع الرؤية هو الانتقال المباشر نحو تنفيذ هذه الرؤية بكل مصداقية بقلب واحد وضمير واحد وبصوت واحد من اجل الوصول لهدف واحد فقط هو تحرير تعز وإعادة حياتها المدنية والمؤسساتية.
تستحق تعز أن نتوحد من اجلها ونتنازل من اجلها ونتشارك من اجلها ونختلف من اجلها ونبكي ونبتسم من اجلها وننسلخ من كل مسمياتنا لننضوي تحت مسمى واحد من اجلها.
إنها تعز بيتنا التي تجمعنا ورئتنا التنفسية التي نتنفس من خلالها وأعيننا التي نعانق الضوء بها وكرامتنا وعزتنا التي آثرناها على حياتنا فإن لم نتوحد من اجلها فما الجدوى من حياتنا إذاً؟؟.
نعم توحدت أطياف تعز السياسية ووقعت وثيقتها التعزية الخالصة ولكن لن يكون لهذا التوحد وهذا التحالف السياسي الجديد أي أثر ملموس على الواقع إن لم ينتصر لمواطنين هذه المدينة المكلومة من خلال تثبيت الأمن وتأمين حياة المواطنين وممتلكاتهم في كل بقاع تعز المحررة، ومن خلال الانتصار لمطالب الموظفين في صرف رواتبهم كاملة عاجلاً غير آجلاً ودون أي انتقاص.
بعد عامين ونصف من الحرب المدمرة توحدت واتفقت القوى السياسية في تعز وافترقت واختلفت القوى الانقلابية في صنعاء اختلفت تلك القوى الانقلابية في صنعاء فوق الطاولة ولكنها اتحدت تحت الطاولة على قتلنا وقصفنا وتمزيق أجساد أطفالنا في تعز وبعثرت أشلائهم وفي المقابل اتفقت وتوحدت القوى السياسية في تعز فوق الطاولة ويبقى السؤال الأهم:
هل ستتوحد تعز أيضاً على ارض الواقع وتحت الطاولة؟؟
أسال الله بحق هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة أن يصدق توحد أطياف تعز ويصدق اختلاف انقلابيين صنعاء حتى يعود لنا وطننا المنهوب من قبل عصابة الحوثي وصالح وتشرق شمس اليمن الاتحادي في يمن الحكمة والإيمان.