أستغل صالح حالة الرفض الشعبي لما تمارسه جماعة الحوثي الإرهابية تجاه الشعب ومشروعها الإمامي واختلقوا حالة من الصراع الفنكوشية بينه وبين جماعة الحوثي الإرهابية والتي لم تكن سوى تصريحات إعلامية لحشد الجماهير المتذمرة الباحثة عن الخلاص من ذلك الإرهاب الممارسعليها بصورة يومية من مليشيات عفاش والحوثي والذي تعاطى معه اليمنيون بفاعلية آملين أن يجدوا الخلاص.
لكن ما حدث لم يكن سوى مسرحية صاغها الطرفان لتفريغ حالة الغضب والرفض الشعبي للممارسات الإرهابية للمليشيات الهاشمية لحشد الناس بعد أن عجز الطرفان عن تحشيد الجماهير إلى الساحات ولم يجدوا من يقف في صفهم ولذا اختلقوا فقاعتهم الإعلامية لخلق احتشاد رافض للحوثي في السبعين والذي لم يكن الا لإظهار عفاش أنه لا زال قادراً على التحشيد.
إن من حضروا إلى السبعين ليسوا أنصار عفاش أو جماهير المؤتمر أو أبناء القبائل الموالية للانقلابيين.
فمن حضر إلى السبعين هي عامة الشعب التي عانت من مليشيات بني هاشم الحوثية وتبحث عن الخلاص من ويل ما هي فيه بعد طول انتظار الشرعية والذي بمجرد أن ظهر عفاش بخطابه المواجه للحوثيين خرج الشعب يقول نحن من سيواجه الحوثي ونحن في انتظار من يعلن إشارة البدء لنطهر الوطن من عناء العبودية والإرهاب الذي صارت تفرضه سلالة كهنوتية على شعب ضارب بجذوره في أطناب التاريخ والذي انتهى اليوم بخطاب العكفي الذي لا يستطيع أن يتجاوز سيده وهذا ما جعل من حضروا السبعين اليوم يصابوا بانتكاسة أخرى في حين كانوا ينتظرون انطلاق شرارة تحرير الوطن من إرهاب الإمامة وسطوة الكهنوت والذي يمارس في اليمنيين أسوأ أنواع الإرهاب وذاق ويله كل اليمنيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
حتى أنه بعد خطاب صالح التصعيدي اتصل بي صديق كان على أوائل الحضور إلى السبعين وعلى صوته علامات الفرحة والاستبشار بالخلاص نحو الحرية وهو يقول (قرحت بينهم عيال الكلب وسنقاتل الحوثيين ولو بالأشر) فرديت عليه (ولو مع عفاش) فرد ((ولو مع إسرائيل.. المهم نخلص من الإمامة... أو تجيب لنا الشرعية ذخائر ودقيق نأكل إحنا وأسرنا با نقرحها من كل طاقة.. فقد ضاقت على الناس والشرعية لم تصل وهؤلاء منتقمون وحاقدون (في إشارة للحوثيين) يتمتعون بإذلال الناس وقتلها)).
فأنهيت المكالمة وأنا أقول ( شعب يبحث عن الخلاص من الإمامة حتى مع الشيطان شعب عظيم ولا يمكن أن يهزم ولا يمكن أن يستسلم للإمامة).
فالشعب يمر بمرحلة رفض عارمة لكل ما تمارسه مليشيات الحوثي الإرهابية ويبحث عن من يقف ليلتف حوله لمواجهة المليشيات.
فما يحتاجه الشعب هو قيادة تواجه المليشيات وتخلصه من حالة الإذلال والعبودية التي صارت تفرضها في مناطق سيطرتها.
فمن ذهب اليوم إلى السبعين ليس حباً في عفاش وإنما بغضاً للحوثي وبحثاً عن الخلاص فالشعب يبحث عن من يخلصه من الإمامة ولا يهمه من يكون فكانت المشكلة إن شعب غريق يأمل الخلاص من عفاش الأكثر غرقاً منهم والذي يرى فيهم إنقاذه من الغرق.