بعد أحداث 2011 وخروج صالح من السلطة وانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً للبلاد، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، أعاد صالح ترتيب أوراق اللعبة من جديد، لتغيير المعادلة السياسية، حقق نجاحاً في بداية اللعبة وفشل في النهاية.
استخدم صالح مليشيات الحوثي أداة للانتقام من خصومه السياسيين، فكان يدعمها من أجل التوسع في جميع المحافظات ليسهل التخلص من كل الشخصيات التي أطاحت بنظام حكمة في أحداث 2011، كان يعتقد بأنه سوف يستطيع الرجوع إلى الحكم مرة أخرى عبر اللعب بتلك الأوراق القذرة.
عندما كانت القوى السياسية منشغلة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كان صالح منشغل في مخطط الشر والانتقام، فلم يدرك حجم الكارثة التي سوف تدخل اليمن في النفق المظلم.
على الصعيد الآخر كانت مليشيات الحوثي تخطط بذكاء مستفيدة من غباء صالح، لأنها تدرك بأن صالح يبحث عن الانتقام والرجوع إلى السلطة، فحققت نجاحاً بأن تجعل صالح يتوهم بذلك، فكانت مليشيات الحوثي تستعين بخبراء إيرانيين ومن مليشيات حزب الله في التخطيط لمشروعها الأمامي الرجعي.
منذ 2011 ومليشيات الحوثي تقوم بالتوسع في المحافظات كانت البداية من دماج.
لم تستطع مليشيات الحوثي أن تسقط دماج إلا بعد تحالفها سياسياً مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث ساهم صالح في أول نزوح جماعي لأهل دماج، حيث كان صالح يوهم نفسه بأن مليشيات الحوثي سوف تكون أداة من أجل القضاء على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
وبعد سيطرة مليشيات الحوثي على دماج بداء التحالف السياسي والعسكري مع الرئيس السابق علي صالح.
المحطة الثانية كسر شوكة حاشد وقبيلة آل الأحمر، وفي عملية مشتركة بين مليشيات الحوثي وقوات الحرس الجمهوري التي تتبع صالح وتعاون من القبائل المؤيدة تم إسقاط حاشد، ليأتي الدور الثاني على أحد أهم الألوية التابعة للجنرال/ علي محسن الأحمر الذي انشق على نظام صالح في 2011، فكان الهدف الثاني إسقاط اللواء 310 واستشهد قائد اللواء حميد القشيبي.
كانت البهجة والسرور تعم قصر صالح بهذا المناسبة لم يكن يدرك هوا والحاضرون من أتباع حزبه حجم الكارثة التي سوف دخل اليمن في صراع يدمر كل شيء.
المحطة الثالثة إسقاط العاصمة صنعاء، بعد ما سخر صالح الإعلام التابع للمؤتمر الشعبي العام وبعض الصحف وتقديم الخدمة لمليشيات الحوثي، وتأجيج الأوضاع خصوصاً بعد رفع المشتقات النفطية من قبل الحكومة في تلك الفترة، لتمنح صالح والحوثي فرصة من ذهب لإسقاط العاصمة، تم العزف على ألحان الجرعة من أجل كسب تعاطف الشارع، نجحت تلك الخطة في إسقاط العاصمة صنعاء على يد أحقر مليشيات عرفتها اليمن عبر التاريخ.
بعد سقوط صنعاء ونهب معسكرات الجيش والتوغل في مؤسسات الدولة، كان يعتقد صالح بأن خطة الرجوع للحكم أصبحت وشيكة، بينما كانت ترسانة الأسلحة تزداد يوما بعد يوم عند مليشيات الحوثي، كما كانت تستفيد أكثر من خطوط التهريب التي كانت تتغذى عليها في فترة ضعف الدولة، حيث كانت تدخل الأسلحة القادمة من إيران عبر ميناء ميدي.
تطورت الأحداث سريعة في العاصمة صنعاء حيث كانت مليشيات الحوثي تحاول سحب البساط من تحت الرئيس/ عبد ربه منصور هادي وحاصرته في منزله فكانت مليشيات الحوثي متفقة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على عدم القبول بالأقاليم ورفض مشروع الدولة الاتحادية التي أجمعت عليها القوى السياسية في مؤتمر الحوار الوطني، فكانت تريد أن يكون نظام الحكم مركزي من أجل التحكم بالثروة والسلطة.
يوم بعد يوم تزداد قوة مليشيات الحوثي مع تزايد مستمر في ضعف الدولة.
لم يكن يدرك علي صالح بأن تلك المليشيات التي استخدمها أداة من أجل التخلص من خصومه، أن يأتي اليوم الذي يكون أداة بيد المليشيات، لم يعد أمام صالح سواء أن يحتمي بالجماهير، فالرجل الذي كان يرقص على رؤوس الثعابين كما يقول في وصف نفسه، اليوم أصبح مقيد لا يستطيع اتخاذ أي قرار إلا بعد الرجوع إلى مليشيات الحوثي.
من يتابع المشهد السياسي يستطيع أن يدرك بأن علي صالح أصبح أداة بيد مليشيات الحوثي وورقة رابحة لمشروعهم الرجعي الكهنوتي.
ما حصل في احتفال السبعين في الذكرى تأسيس المؤتمر 35 يؤكد بأن السحر انقلب على الساحر.
رسالة الحوثي واضحة عندما قام بالاستعراض العسكري في ميدان السبعين وشوارع العاصمة المحتلة صنعاء بعد الانتهاء من الاحتفال، تأكد بان القوة العسكرية بيد الحوثي وان صالح لايملك اي قوة عسكرية.