;
إفتخار عبده
إفتخار عبده

اليمن بين حفر القبور وتشييد المباني 1220

2017-08-23 20:00:33

اشتعلت الحربُ في اليمن منذ حوالي ثلاثة أعوام، وزاد هاجس الموت يزورنا، إضافة إلى اليأس والقنوط والملل من الحياة من قبل العديد من المواطنين التعساء جراء الواقع الحالي.
جوعٌ وعطشٌ وتعبٌ وموتٌ في نهاية المطاف.. عديد من اليمنيين اليوم يذهبون إلى القبور وبشكلٍ يومي، دون تمييزٍ لصغير سنٍ أو كبير.
الأمر ليس عجيباً، وإنما العجب في هو بعض البناء والتشييد للمباني داخل المحافظات اليمنية.. هناك شيء ملحوظ من البناء والتشييد في ظل هذه الحرب القاتلة وبشكلٍ غير معهودٍ من قبل، سواء في الريف أو في المدن.
فالناظر حينما يرى هذه الحارة يجد مبنىً جديداً بني بأيامٍ قلائل وعندما يذهب إلى تلك الحارة يجد مبنى قديماً يهدُ ويتم بناء ماهو أفضل منه وأجمل.
عجيبٌ أمرك أيها الوطن الحبيب، هذا يموت ويُحفرُ له قبرٌ، وذلك يتكئ ويُبنى له قصراً!
يقول بعضُ القارئين لهذه الظاهرة المنتشرة: إن هذا حب من الإنسان اليمني للحياة ونزوع للخلود، فتشييد المباني عبارةٌ ودليل على أن الإنسان اليمني نزاعٌ للخلود وأنه يكره الموت ويتوق إلى البقاء، مهما كانت الظروف.
أنا أوافق هذا الرأي من هذه الناحية؛ لكن على اليمن واليمنيين هذا أمرٌ مغايرٌ تماماً، صحيح أن الإنسان اليمني يقوم بالبناء والتشييد لأنه يحب الحياة؛ لكن ينبغي أن ننظر إلى أن هناك من مات وهو يعشق الحياة عشقاً كبيراً.. هناك من مات بعد أن داسه إنسانٌ أقوى منه وصعد عن طريق جراحه إلى مايريد.. وثمة من يموتون لكي يبقى الأقوياء، فتحفر قبورهم دون رضا من القبر ذاته أن يدفن فيه أبرياء كأولئك..
حبُ الحياة ليس مقصوراً على الذين يقومون بالبناء والتشييد.
اليمنيون جميعهم يتوقون إلى الحياة ويحلمون أن يكون لهم بيوت يأوون إليها، والحقيقة أنهم وجدوا البيوت التي يأوون إليها، وهي تلك القبور التي تفتح لهم أبوابها بكل حين.
تلك هي فلسفة الحياة لدينا معشر اليمنيين، في أن نجد لنا سكناً ومأكلاً فهذا يكفي.
فترى اليمنيين منقسمين إلى فريقين لا ثالث لهما فريقٌ يُبنى له سكنا ومأوى من ظهر الآخرين، وفريقٌ يُحفرُ له قبر لأنه كان ضحية أولئك.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "يمن مونيتور".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد