صباحُكم نسماتٌ ذمارية.. مساؤكم ذمار.. طيب اللهُ أوقاتكم بهمساتنا المفعمة بالحديث الشيق عن هذه المحافظة، ربةُ العرفان، وآسرةُ الإنسان، ساحرةُ الألباب وحائزةُ الألقاب.
محافظةُ ذمار: لها مسمىً مكون من أربعة أحرفٍ، وتحت كل حرف منهم معجزةٌ وآيةٌ ذمارية، تعجز الكثير وتسحر الأكثر.
هيا بنا أيها الأحبة لنتفيأ ربى هذه المحافظة الآسرة الساحرة، نشتم عبقها ونتلذذ بجمالها الخلاب الذي له بداية ولن نجد له نهايةً قط.
محافظة ذمار هذه التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، ودخلت الحضارة من بهو المديح؛ فلها في كل جمال حكاية وفي كل سحر حديث، ولها معالمٌ أثرية كثيرة، وآياتٌ عديدة للسائلين والعاشقين وكل الزائرين.
ماذا أقول عنها؟ وليست إلا وحدةً من المغرمين! عجزت حروفُ الوصف أن تفيها حقها، ووقفت الأقلامُ مندهشةً لجمالها الآسر.
فهيا بنا إلى تلك الروابي الجميلة وتلك الطيبة والبساطة الرائعة؛ لنوقف أعيننا عليها لحظةَ استمتاعٍ ولذة؛ فنحن في محافظة ذمار، حيث تجتمعُ العراقةُ والأصالةُ والجمال.
قوموا معي أيها الأحبة لنصعد تلك الجبال الشاهقة ونسألها عن سر الحديث اليومي الذي تهمسه الشمسُ في أذنها منذ الأزل البعيد، وعن عدد القبلات اليومية التي تتلقاها من الشمس إن كان لها عدد، ولنجلسَ تحت ظل الأشجار الخضراء برهةً من الزمن، ثم نعود لنغترف بأيدينا غرفاتٍ من تلك الآبار الجميلة وتلك الوديان الرائعة دون حرج؛ فنحن في محافظة ذمار والمجالُ مفتوحٌ أمامنا للاستمتاع.
هيا إلى تلك البيوت الرائعة، التي تفوح منها رائحةُ البساطة وتعبق منها فنون الطبيعة الخلابة مع طيبة الأهل وكرمهم في ريفها الآخذ.
فمحافظة ذمار هي التي جمعت بين مفاتنِ الأجساد وبراءةِ الأرواح.. فيها جمالٌ ظاهر وجمالٌ لم يظهر بعد، وبعضه تحت الاكتشاف.
محافظة ذمار صانعة الجمال ومنجبةُ المبدعين وأبرز مثالٍ على ذلك الشاعر الكبير عبدالله البردوني، والشيخ المقرئ محمد حسين عامر، وغيرهم الكثير.
محافظةُ ذمار حضارة ظاهرة وحضارةٌ تُكتَشفْ.