سمعنا البعض ينادي بضرورة الحفاظ على حزب المؤتمر (جناح صالح ) وإنعاشه.
وهنا نسأل هل كان صالح يرأس"حزب " أساساً؟ وهل وصف حزب ينطبق عليه؟
تُعرف الأحزاب السياسية بأنها تنظيم قانوني يمارس العملية الديمقراطية داخل صفوفه وينتخب بشكل دوري أعضائه لتولي المناصب القيادية في الحزب لوضع الرؤى والأهداف الإستراتيجية..
في حالة حزب المؤتمر فهو منذ تأسيسه في 1982م وحتى اليوم أكثر من 35 عاماً ورئيس الحزب شخص واحد لم يتغير ولم يتبدل ولا يسمح بانتخابات تأتي بشخص غيره.
أيضا الحزب هو تنظيم يسعى للوصول إلى رأس السلطة الحاكمة بطريقة ديمقراطية ليمارس الحكم.
أما بالنسبة للمؤتمر فهو حزب وصل صاحبه للسلطة ثم قام بتشكيل الحزب من أموال وخزينة السلطة وظل ممسك بالسلطة والحزب والخزينة.
أيضاً من أساسيات الأحزاب أنها قائمة على برامج سياسية تصل للسلطة بموجبها، وتزاح منها حسب تطبيقها.
بالنسبة للمؤتمر لا يستطيع أي مؤيد للحزب أن يخبرك ما هو برنامج الحزب وما هي خططه المستقبلية وما برنامجه لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ويفهم المناصر له الحزبية على أنها عملية احتشاد وحضور ورفع صور زعيم الحزب متى ما طلبوا منه.
أيضاً الحزبية قائمة على مبدأ المسائلة والشفافية داخل صفوف الحزب ولهذا تجد في البلدان الديمقراطية إقالات ومحاكمات وفصل لأي قيادات ثبت تورطها بصفقات فساد أو خداع للجماهير.
ولكن في حالة المؤتمر لا يمكن أن يسائل أعضاء الحزب رئيس الحزب، فمثلا لا يمكن لعضو أن يسأل علي صالح أين الكهرباء النووية الذي وعدت؟ وأين سككك الحديد؟ والقضاء على الفقر والبطالة في عامين؟ وتزويج الشباب؟ ويسأله عن الصفقات الفاسدة ومن أين اكتسب ثرواته الطائلة...
والسبب أن العضو ينظر لنفسه تابع لا شريك في هذا الحزب.
أيضا نشأت الأحزاب كحركات مطلبية شعبية بالأساس فمثلا حزب العمال البريطاني انبثق من نقابة العمال وللمطالبة بحقوقهم وهناك أحزاب للفلاحين وغيرها.
أما في حالة حزب "مؤتمر صالح" فلا يوجد في تاريخ الحزب انه تبنى أو خرج يطالب بحقوق مشروعة تهم الناس، أو يطالب بالحريات العامة أو بتحسين معيشة الناس، كل خروجه تلبية لدعوة الزعيم ولأجل الزعيم و"بالروح بالدم نفديك ياعلي".
حتى حين قُطعت رواتب أعضاءه وأقصي الكثير من وظائفهم لم نسمع أن الحزب خرج أو حتى اصدر بيانا يطالب بحقوق أفراده ناهيك عن حقوق الآخرين.
أيضاً الانتساب للأحزاب في الدول الديمقراطية هي عملية تطوعية من قبل الأعضاء نتيجة إيمانهم ببرنامج الحزب وأهدافه ويدفع الأعضاء اشتراكات مالية وتبرعات لإنجاح الأهداف النبيلة للحزب ويحق للعضو مغادرة الحزب إذا وجد أن الحزب انحرف عن هذه الأهداف.
لكن في حالة حزب المؤتمر فالعضو كان ينظم لمصلحة أو للحصول على وظيفة أو منحة أو لكي يفوز بالانتخابات واقلهم ليحصل على حق القات، بحكم أن الحزب كان بيده السلطة والثروة والمال وكثير من منتسبيه كان شعارهم "كم باتجيبو لنا" حتى بعض من انظموا للشرعية من الحزب انضموا بغرض الفائدة وقد شاهدنا من انضم حتى إذا وصل الرياض ولم يجد منصب عاد إلى صنعاء بصف صالح وكثيرا منهم من التحقوا بسلطة الحوثيين.
وهناك الكثير من الحقائق والمعطيات التي تثبت أن صالح لم يكن يرأس حزب سياسي وإنما كان يعتقد أنه يمتلك قطيعا من البشر يستخدمهم لتحقيق مصالحه الشخصية والعائلية.
من خرج منهم يصفهم بأنهم خرجوا من تحت أقدامه، ومن بقي يعتبرهم أوفياء لتلك الأقدام.
ولا يوجد شي اسمه ندعو "شرفاء المؤتمر" فكل من لدية ذرة شرف قد تركوه، وصاروا يقفون في وجهه، ويقاومون طغيانه.
فلا يوجد شريف ينحاز لشخص ويخسر وطن.
ولم يبقى معه إلا من هم على شاكلته، ويحملون نفس جينات الشر التي لديه.. فلا يطغى الطغاة إلا بأشباههم.. ففرعون أغرقه الله وبجواره الألوف المؤلفة من الفراعنة الصغار يهتفون باسمه.
ختاماً معظم الأحزاب اليمنية تتشابه في كثير من الصفات تختلف فقط في تفاوت النسب.