بصوت عالٍ، تحدثت البنادق وغضبت المدفعية، وسارت السماء تحلق أسراباً من المروحيات والمقاتلات الحربية، ثم لاح بريق النصر، وتحقق الانتصار بسقوط القلعة التي كان الانقلابيون يراهنون على بقائها ضمن مناطق نفوذهم المقيت.
سار الجند أرتالاً قبل أن تسير المجنزرات وتتدفق الآليات التي تقذف حمم الموت في وجوه جماعة لا تعرف سوى القتل والدمار وتجويع المساكين وإهانة العزل ونهب البسطاء، أما حين تحين المواجهة تفر بعناصرها هاربة مثل قطيع من الخرفان سمع عواء ذيب أسفل التل.
هنالك إلى الغرب، حيث غربت الشمس وأشرق الانتصار بسقوط معسكر خالد الاستراتيجي، المتربع شامخاً في مديرية موزع المحاذية للمخا من الشرق. سقط المعسكر بيد الأبطال وخسرت المليشيات ما كانت تدفع إليه وقوداً من البشر المغرر بهم لحمايته خوف سقوطه المحتمل، ورغم ذلك احترقت المليشيات وسقطت القاعدة وابتدأت مرحلة جديدة من الانتصارات التي ستتلوها الأيام من منبر الحرية والجمهورية الأبية.
كلل صبر تعز بالنصر الكبير، عانت المدينة من القصف وطالها الموت وغيم عليها الدخان كلما حاولت أن تستضيف اليها شعاع شمس أو نسمة فجر، حاصرها الانقلابيون من كل زاوية انتقاماً من مشروع المدينة الذي تحمله المدينة العصامية.
الى الغرب نعود في حديث تشتاق له النفوس، إلى الساحل والتل والجبل والسهل والوادي، هنالك في المخا وموزع حيث يتمنى الانقلابيون أن يوزعهم الله في جحيمه تحت زحمة النيران التي تلتهم أجسادهم منطلقة من بنادق الرجال الأشاوس، والمقاتلين الشجعان.
في معسكر خالد تسقط كل الرهانات الفاشلة، تسقط دعوات باطلة ولا صوت يعلو فوق صوت النصر وتكبيرات الرجال الذين يعتلون القمم والأنكاب مطاردين فلول الانقلاب ومن تبقى من عناصرهم ينتظر ليكمل ما تبقى له من سويعات في الحياة.
من عدن إلى لحج إلى الضالع وحضرموت، من أبين وشبوة والمهرة، من كل بقاع الجنوب الطاهر توافد الرجل ينتصرون للجمهورية في شعاب محافظة تعز، التي ما فكر أحد يرابط على جبهاتها أنها محافظة شمالية أو أي تفكير من هذا المعجون، يحدث ذلك في حين يمهر اللصوص مدينة السلام العاصمة عدن بالنهب والبطش ومصادرة حقوق الناس، وإن تطلب الأمر وجودهم ساعة الحسم قالوا، "اذهبوا انتم وقاتلو إنا هاهنا قاعدون"..
معركة معسكر خالد هي معركة انتصار للوحدة، معركة لتجديد المسار الصائب وبناء الدولة التي لا تركن إلى الجماعة أو الأسرة أو القبيلة، الدولة التي يتطلع إليها كل إنسان على متسع الجمهورية، يتصحح مسار الوحدة وتغتسل الأرض الشمالية بالدم الجنوبي والجنوبية بالدم الشمال لتتطهر من دنس المرجفين وأصحاب الدعوات المغرضة.
سقط المعسكر فسقطت أكاذيب المليشيات وأرباب الفتنة ومن يسعون لشق الصف. فاليمن لا تعرف تقاسيم بين حدودها، هي أرض واحدة وشعبها يخوض معركة واحدة ومن خندق واحد، ومصيره واحد مهما فسر المفسرون وتحدث الموبقون.
مبروك لليمن والشعب والقيادة هذا الانتصار، مبارك لتعز هذا الفرج العظيم، شكرا للرجال والهامات العالية من سطروا أبرع التضحيات في مواجهة أسوأ جماعة عرفها التاريخ اليمن.. والى مزيد من الانتصارات.